للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى ١٢٧٠، كما حدث ذلك في انجلترا أيضًا سنة ١٢٩٠ حين أمر الملك بطرد اليهود عن البلاد بعد أن اكتشف حيلهم ومكرهم ومقتهم للشعب الإنجليزي المسيحي.

وتقول دائرة المعارف اليهودية العامة أن ٢٢٢٢٤ عربة مجملة بالكتب العبرية أحرقت في باريس سنة ١٢٤٢ في يوم واحد، وأن "مثير" من بلدة روثنبرغ Meir of rothewnberg شاهد هذه المأساة وألَّف رثاء منظومًا يردد إلى اليوم في كثير من كنائس اليهود ١.

وفي أواخر العصور الوسطى لم يحرق التلمود، وإنما اكتفت السلطات الحاكمة والكنسية بالرقابة على طبعه، فأجازت تداول نسخ محدودة بعد حذف فصول عديدة.

وهاجم مجلس المدينة في بولندا عام ١٨٤٠ "التلمود" بأنه مصدر احتقار اليهودية للدين المسيحيي"، وكان أسقف


١ إنه لأمر مريب يشكك في حقيقة القصة التي سبق ذكرها في الهامش السابق بأن التلمود أحرق في باريس لأول مرة سنة ١٢٤٤، ثم يأتي محرر دائرة المعارف اليهودية العامة بعد ٤٣ سنة، ليكشف لنا عن واقعة خطيرة، كالتي سبقت أنها وقعت قبل الواقعة المذكورة بسنتين، وحيث أن الحقائق التاريخية التي نحن بصددها، ليست من النوع الذي يكتشف بالحفريات أو الاكتشافات المثيرة عن الصخور، فيبقى سؤالنا قائمًا: لم سكت محرر دائرة المعارف اليهودية الأول عن هذا الحادث الخطير، ثم خرج به محرر دائرة معارف يهودية أخرى؟ مع ملاحظة أن هذا الأخير لم يشر إلى أي مصدر استقى منه معلوماته.

<<  <   >  >>