شاءت إرادة الله أن يعمر آدم الأرض.. وسريعا ما استطاع البشر السيطرة على سائر الأجناس الحيوانية، بجانب السيطرة على عالم النبات، واستمرت معايشة البشر للمملكتين الحيوانية، والنباتية في حالة من التوازن عبر آلاف السنين.
ومع دخول البشرية القرن الثامن عشر بعد الميلاد، بدأت نذر الاختلال في هذا التوازن تظهر في الأفق.
وأول عناصر هذا الاختلال هو الزيادة السريعة في تعداد السكان على الصعيد العالمي، فأصبح الطب يكتشف أسباب الأمراض علميا ويبتكر الأدوية والأمصال، فنقصت الأوبئة وقلت نسبة الوفيات، كذلك زادت موارد الأفراد بصفة عامة مما شجعهم على زيادة الإنجاب.
وفي بداية القرن العشرين كان تعداد سكان العلم يقدر بحوالي ١.٦ بليون نسمة وفي عام ١٩٩٠ وصل التعداد إلى ٥.٣ بليون نسمة، والمتوقع أن يصل التعداد في نهاية القرن العشرين إلى ٦.٤ بليون نسمة، وأن يصل التعداد عام ٢٠٢٥ إلى ٨.٦ بليون نسمة.
وتعتبر هذه الزيادة السكانية المخيفة انفجارا سكانيا وخيم العواقب، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى فقد عاث البشر فسادا في استنزاف الموارد الطبيعية، فمع حدوث ما سمي بالثورة الصناعية نشطت أعمال استخراج كل ما يمكن استخراجه