١٩٨٨ بما يقرب من ٥.٦٦ بليون طن لذلك العام، أي أكثر من طن لكل كائن بشري، وينتج من حرق كل طن من الكربون ٣.٧ طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، أي أن إجمالي ما ينتج سنويا من حريق المواد الكربونية هو حوالي ٢٢ بليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، وإذا كان هذا التقدير يندرج على عام ١٩٨٨ فما بالك بالتقدير عام ٢٠٠٠ وما بعد عام ٢٠٠٠.
ومع زيادة تعداد البشر يزيد احتاجها إلى المزيد من الغذاء، لذلك فقد أزيلت مساحات هائلة من الغابات، وما زالت تزال سنويا مساحات أخرى، لشغلها بزراعة الحبوب، ويقال: إن ما حدثت إزالته من غابات يصل إلى ٤٠ مليون فدان، وقبل أن يتدخل البشر في قلقلة التوزان الذي تمتعت به القشرة الأرضية، كانت الرقعة الخضراء النباتية تستوعب كل ما يصعد في الغلاف الجوي من غاز ثاني أكسيد الكربون، وتثبته في صورة نبات، ويتغذى الحيوان على النبات فيقوم هو الآخر بصورة غير مباشرة في المساهمة بتثبيت ثاني أكسيد الكربون، ثم ترتب على الزيادة الهائلة في إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون خلال القرن العشرين مع النقص المتزايد في الرقعة الخضراء، أن أصبح النبات على الصعيد العالمي لا يستطيع استيعاب كل ما يطلق من غاز ثاني أكسيد الكربون، وأصبح هذا الغاز يتراكم في الغلاف الجوي عاما بعد عام.
يحدث ارتفاع في درجة حرارة الغلاف الجوي نتيجة هذا الخلل، وهو ما يسميه العلماء بظاهرة "الصوبة الزجاجية"، وقد سبق أن ذكرنا حدوث ما يسمى بثقب الأوزون، وذكرنا أسبابه وتأثيراته الضارة.
ويحذر علماء البيئة من أن الإخلال بالتوازن الطبيعي يجعل سكان الأرض يعيشون