ومن الثورات البركانية المشهورة في التاريخ ثورة بركان فيزوف عام ٧٩ ميلادية حيث فاجأ البركان في ثورته مدينة بومبي، فغمرها بالطفوح وبالرماد قبل أن يستطيع أهلها النجاة، وثار نفس البركان ثورة كبيرة عام ١٦٣١ ميلادية، وفيما بين هذا التاريخ، وتاريخ هلاك أهل بومبي كان البركان قد ثار تسع مرات.
ومن الثورات البركانية أيضا، ما كان في الجزر الإندونيسية، حيث ثار بركان سومباوا عام ١٨١٢ وثار بركان كاراكاتو عام ١٨٨٣، وفي جزيرة صقلية ثار بركان إتنا عام ١٩٢٨ ثورانا عظيما، ثم ثار بعد ذلك عدة مرات آخرها عام ١٩٩٢.
وتنبعث مع ثورة البراكين كميات هائلة من بخار الماء والغازات الحمضية، ومنها غازات كبريتية، وغاز ثاني أكسيد الكربون، وتبلغ درجة حرارة تلك الأبخرة والغازات عند انطلاقها من فوهة البركان ما بين ١٠٠ إلى ٥٠٠ درجة مئوية، وقد سببت هذه الغازات في هلاك أكثر من أربعين ألف نسمة من سكان جزر المارتينيك خلال عامي ١٩٠٢-١٩٠٣.
وقد قدرت الخسائر في الأرواح بسبب النشاط البركاني بصفة عامة خلال الخمسمائة سنة الأخيرة بحوالى ٢٠٠ ألف نسمة.
ولعل الحق سبحانه وتعالى قد أراد أن يبين هول ما يحدث للأرض إيذانًا بقيام الساعة، فيشير إلى أنشطة بركانية شاملة تصاحب حركات زلزالية عارمة في قوله تعالى:{وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا}[الزلزلة: ٢] .
والنشاط البركاني الذي ينشط في "الحرات" ليس غريبا على أهل الحجاز،