ومع استمرار درجة الحرارة في هذا المكان تحت درجة الصفر، لا يذوب الثلج snow بل يتراكم، ويتصلد ويتخذ اسما خاصا وهو الجليد ice.
يتساقط الثلج في منطقتي التجمد عند القطب الشمالي والقطب الجنوبي بصفة منتظمة، ويتراكم جيلا بعد جيل على شكل رقع كبيرة من الغطاءات الجليدية الدائمة، كذلك يتساقط الثلج في مناطق أخرى غير المنطقتين القطبيتين حيث توجد مرتفعات شاهقة ويتوج بعض قممها بصفة دائمة، ويتساقط الثلج أيضا موسميا في زمن الشتاء على وقع واسعة من المعمورة، ولا يدوم هذا الثلج، بل يتحرك في أنهار جليدية glaciers ثم يذوب.
وما نراه حاليا من غطاءات جليدية دائمة، هى في الواقع بقايا آخر العصور الجليدية التى سادت سطح الكرة الأرضية، والتي حدثت خلال الزمن الجيولوجي الرابع، كان الجليد وقتئذ يغطي منطقة القطب الشمالي وشمال قارة أمريكا الشمالية بمساحة تزيد عن ٤ مليون ميل مربع، وشمال أوروبا بمساحة تزيد عن ٢ مليون ميل مربع، وشمال سيبيريا بمساحة هائلة، وكذلك كان الجليد وقتئذ يغطي سطح قارة التجمد الجنوبي "أنتاركتيكا" مع امتدادات متجمدة حولها فوق مياه المحيط، فهي قارة من اليابسة لا يظهر منها إلا أطراف محدودة المساحة، وقد قيس سمك جليد أنتاركتيكا في مواقع عديدة، ويزيد السمك أحيانا من ٢.٢ كيلو مترا من الجليد المتراكم، هذا على عكس الحال عند القطب الشمالي الذي هو عبارة عن طبقات سميكة من الجليد لا يوجد تحتها يابسة بارزة فوق سطح الماء.
الماء يسكن اليابسة:
حفل القرآن الكريم بعدد من الآيات تصف سلوك الماء على سطح اليابسة، فهو