للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى- الإمام مسلم الحجاج في مقدمة صحيحه:

"ثم إنا -إن شاء الله- مبتدئون في تخريج ما سألت -يعني إجابة لتطلب- وتأليفه وجمعه على شريطة" (وتأليفه على شريطة) التأليف والجمع وضم الشيء إلى غيره، بحيث تكون الأشياء متآلفة، فالتأليف الأصل فيه جمع الشيء إلى نظيره من الأشياء المتآلفة.

"ثم إنا -إن شاء الله- مبتدئون في تخريج ما سألت، وتأليفه على شريطةٍ سوف أذكرها لك".

الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- بين شرطه في كتابه، في هذه المقدمة بين وأشار إلى شيء من شرطه، ولا يعني أن كل ما احتواه الكتاب مما يحتاج إلى بيان في الشرطية والطريقة والمنهج بينه الإمام مسلم إنما بين ما يحتاج إليه السائل، وغيره يقاس عليه، والباقي يستنبط من واقع الكتاب.

"على شريطة سوف أذكرها لك، وهو إنا نعمد -أي نقصد- إلى جملة ما أسند من الأخبار عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنقسمها على ثلاثة أقسام وثلاث طبقات" ثم بين الأقسام الثلاثة، الأقسام الثلاثة في بيانه ما خلاصته، القسم الأول: ما رواه الحفاظ المتقنون.

والقسم الثاني: ما رواه المستورون المتوسطون في الحفظ والإتقان.

والقسم الثالث: ما رواه الضعفاء والمتروكون.

ما رواه الحفاظ والمتقنون هذا القسم الأول، والثاني: ما رواه المستورون والمتوسطون في الحفظ والإتقان، والثالث: ما رواه الضعفاء والمتروكون، وبين ومثّل لهذه الأقسام في كلامه اللاحق.

والطبقات، يقول: "وثلاث طبقات" جمع طبقة وهم القوم المتشابهون من أهل العصر في السن والتلقي عن الشيوخ، يعني تجد شيوخهم -شيوخ الطبقة الواحدة- متقاربون، والآخذون عنهم كذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>