لا شك أنه إذا كانت الحافظة تسعف فحفظ المتون نعمة من نعم الله -جل وعلا-، والذي يحفظ متن فقهي لا شك أنه تكون عبارته قوية ومتينة، وأنتم تدركون الفرق بين فتاوى من ينتسب إلى العلم ومن يتصدى لإفتاء الناس، الشخص الذي اعتنى بالمتون وحفظ المتون تجد عبارته محررة ومضبوطة، ولو كانت عبارة فقهاء، إذا دعمها بالدليل صارت نور على نور، لكن الذي لا يحفظ المتون تجده أساليب وإنشاء ويطوح يمين ويسار، ويحاول يلملم أموره، لكن حفظ المتون لا شك أنه يؤصل طالب العلم، ويجعل عبارته مضبوطة ومتقنة ومحررة، بدل ما يتفطن للجواب، الجواب حاضر يا أخي، لاسيما إذا كان مدعوم بالدليل، والعمدة في الأمر كله على الدليل، فإذا كانت الحافظة تسعف لحفظ متن فقهي مثل الزاد فهذا مطلوب.
يقول: يجوز لمن أنشأ العمرة أن يتجاوز الميقات ويتجه إلى مدينة ينبع؟
الظاهر هو بطريق المدينة يريد أن يتجاوز ذو الحليفة ويتجه إلى ينبع، أو يتجاوز إلى جدة مثلاً، وإذا أراد أن يحرم يرجع إلى رابغ قليلاً، أو يذهب إلى السيل أو كذا، لكنه تجاوز الميقات، الجمهور يلزمونه أن يرجع إلى الميقات الذي تجاوزه، مر بذي الحليفة لا يجوز أن يتجاوزه إلا محرم، إن تجاوزه يلزمه أن يرجع، الإمام مالك -رحمه الله تعالى- يقول: إذا تجاوز الميقات، نعم، وأحرم من ميقات أخر معتبر يكفيه ذلك، ولا يلزمه شيء، لكن تجاوز الميقات لا شك أنه مخالفة في الجملة، فيحرص أن يحرم من أول ميقات يمر به، وإذا فعل ما أفتى به الإمام مالك، فالإمام مالك تبرأ الذمة بتقليده.
يقول: لماذا خصوا كبار التابعين بالمرسل دون صغارهم؟
لأن جل روايتهم عن الصحابة، أما صغار التابعين فجل روايتهم عن التابعين.
يقول: ما هو أفضل شرح للمنظومة البيقونية؟
شرح الزرقاني طيب، وعليه حاشية الأجهوري أيضاً فيها كلام طيب ونفيس، وهناك شرح للنبهاني أيضاً شرح طيب، والشروح كثيرة.