المقصود أن التسبيحة الواحدة يغرس لك بها شجرة في الجنة، ومن قال في يوم: سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر؛ تقال في دقيقة يا إخوان، ما تكلف شيء، ومن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك، وله الحمد يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات كان كمن أعتق أربعة من ولد إسماعيل، ومن قالها مائة مرة أعتق عشرة، كتب له مائة حسنة، وحط عنه مائة خطيئة، وكان في حرز من الشيطان، المقصود أن المسألة يسيرة على من يسرها الله عليه، النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول:((ما دخلت الجنة إلا سمعت خَشْفَ نعليك)) يعني بلالاً، فسأله عن سبب ذلك فقال:"إنه لم يتوضأ إلا صلى ركعتين" الأمور سهلة، يعني ما تكلف شيء؛ لكن أيضاً الحرمان لا نهاية له، ينفق الإنسان ويقضي الإنسان الأوقات الطويلة في القيل والقال، فإذا أراد أن يقرأ جزءاً، أو أراد أن يصلي ركعتين حال تفريطه دون وجود ذلك، حال التفريط بينه وبين ذلك، وأنتم تلاحظون وتشاهدون، وبعضكم جرب الإنسان يذهب في الأوقات الفاضلة وفي الأماكن الفاضلة ليتفرغ للعبادة لكنه لا يعان لماذا؟ لأنه لم يتعرف على الله في الرخاء، يهجر القرآن طول العام، وإذا ذهب إلى الأماكن الفاضلة يريد أن يقرأ القرآن في يوم كما كان عليه السلف أو في ثلاث، كلا، لا يمكن، ويسمع الحديث الصحيح ((من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه)) ويقول: المسألة أربعة أيام، لن أتكلم بكلمة؛ ولكن هل يستطيع أن يسكت؟ هل يعان على السكوت؟ لا يمكن، وقد فرط في أوقات الرخاء، إن لم يجد أحداً وما تيسر له أحد يذهب إليه، ولو بالجوال، ورأيت شخصاً في العشر الأواخر من رمضان بعد صلاة الصبح، وظاهره الصلاح قبل أن يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، شغل الجوال وتكلم إلى أن انتشرت الشمس، هذا الحاصل يا إخوة، انقطع ثم عاد ثم انقطع ثم عاد إلى أن انتشرت الشمس، فهل مثل هذا يليق بمسلم هجر أهله ووطنه وتعرض لنفحات الله أن يكون بهذه الصفة، وعلى هذه الحالة؟ بعض الناس إذا سمع ما يذكر عن السلف، عن سلف هذه الأمة من عبادة وتلاوة لا يصدق، ويقول: هذا ضرب من الخيال، هذا ليس بصحيح، هذه مبالغات؛