نعود إلى التأكيد على ما أشرنا إليه سابقاً من أن هذا الشهر العظيم المبارك ينبغي أن يستغل، ولا يفرط فيه، ولا يضيع، فإذا كان خيار هذه الأمة يقطعون فيه العلائق بما في ذلك النافع منها كتعليم العلم والإقبال على كتاب الله -عز وجل-، فالمسألة شهر، ويبقى من السنة أحد عشر شهراً، للإنسان أن يأخذ فيها فسحة؛ لكن شهر واحد، فأي إنسان تفرغ فيه من جميع علائقه، وأقبل على الله بصدق، وجد أثر ذلك في الإعانة على أمور دينه ودنياه، والتوفيق الظاهر الملحوظ؛ لكن مثلما أشرنا أيضاً سابقاً، أنه إذا اقتضت الحاجة، ودعت الحاجة إلى أن يزاول الإنسان أعمال العامة لتوقف مصالح المسلمين عليه، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- جاهد في رمضان، ولم يلزم المسجد، ودعا الناس إلى دين الله في رمضان، المقصود أن في الظروف العادية التي لا تقتضي أن يزاول الإنسان هذه الأمور العامة، والأمور العامة فروض كفايات إذا رأى العابد قد قامت بغيره، وخلا بربه لا سيما في ليالي العشر وأيامها، وتفرغ لذلك لمناجاة ربه، لا شك أنه على خير عظيم، وعلى هدي قويم، يقتدي في ذلك بنبي هذه الأمة، وسلفها الصالح.
وينبغي مثلما أشرنا سابقاً أن يكون طالب العلم على ذكر وشكر، ملازماً للذكر والشكر ((لا يزال لسانك رطباً بذكر الله)) والجنة قيعان، غراسها التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير.
أو ما سمعت بأنها قيعان فاغرس ... ما تشاء بذا الزمان الفاني