ودين الله وسط بين الغالي والجافي، فالمسألة خير الأمور أوساطها، فنستفيد من هذه الكتب، وألفها أئمة علماء أهل علم وعمل؛ لكنها ليست دساتير ملزمة، وإنما هي بيان، تبين لنا الطريق.
الزاد نظم من قبل الشيخ ابن عتيق والشيخ سليمان بن عطية، الشيخ سليمان بن عطية نظم الزاد بأرجوزة ماتعة.
هناك مختصرات كثيرة: مثل مختصر الخرقي، وعني به الناس عانية كبيرة منذ القدم، وأخصر المختصرات وله شروح، وكافي للمبتدئ، وأيضاً التسهيل، هناك مختصرات كثيرة؛ لكن ما صدرنا به الكلام هي أهم هذه المختصرات.
المقدم: نأخذ اتصال من الشيخ عبد الكريم التويجري.
شيخ عبد الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المتصل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أولاً: نشكرك على اتصالك؛ لكن الحقيقة وقت الأذان يداهمنا، وبودنا أن تكون مشاركتك ومداخلتك في لنا في فن الفقه، تفضل يا شيخ.
المتصل: عفواً: أنا إن كان لي من مداخلة أريد أن أتكلم في الحقيقة في جانبين:
الجانب الأول: بعد بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
بما أن هذه الحلقات كلها حول مكتبة طالب العلم، وكيف يبنيها، وقد أجاد الشيخ وأفاد -جزاه الله خيراً-، في هذا الجانب، حقيقة من الملاحظ أن كثيراً من المنتسبين للعلم الحريصين على متابعة جديد المكتبات كثير منهم ينحصر همه في مجرد اقتناء الكتاب لذات الاقتناء، فيكون آخر عهده بالكتاب حين ينظمه في أدراج مكتبته، ثم لا يكلف نفسه معرفة شيء عن هذا الكتاب.
وأظن الحقيقة أن هذا من الخلل في منهجية الطلب، فاقل ما يترتب عليه أن الكتاب قد يوضع في غير محله وربما أيضاً لم يستفد منه في مواضع لا يكاد يستغنى عنه فيها، بل ربما لا توجد في غير هذا الكتاب، ونحن نتوجه لفضيلة الشيخ عبد الكريم بأن يجدر هنا بطالب العلم أن يهتم عند اقتنائه للكتاب بمعرفة أولاً موضوع الكتاب ومسائله التي تضمنها، ويكون ذلك بالنظر في مقدمة الكتاب، والفهارس الذي وضعها المؤلف، أو جعلها المحقق، وإن قدر له قراءة شيء من مسائل الكتاب وفصوله فذلك غاية المرام، هذه مسألة.