للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالنسبة للعلم والتحصيل إنما يكون بالجثي بين يدي الشيوخ، يعني أن يمثل بين يدي الشيوخ، بحيث يستطيع أن يأخذ ويتلقى ويناقش ويستفهم عما يشكل عليه، ويفيد من مرأى الشيخ، ومن سمت الشيخ أحياناً أكثر مما يفيده من علم الشيخ، لا شك أن الشخص الذي لا يوجد في بلده أحد من الشيوخ، ولا يستطيع الرحلة إلى البلدان الذي يكثر فيها وجود المشايخ، مثل هذا يتلقى العلم بواسطة هذه الآلات، هذا غاية ما يستطيع والإفادة منها أحسن مما لا شيء، وكم من طالب علم أفاد منها في أقصى الأرض، وتأتينا الأسئلة من كندا واستراليا، ومن ألمانيا ومن المغرب، ومن الجزائر، ومن كل مكان، يدل على أنهم تابعوا، ويدل على أنهم فهموا وحصلوا؛ لكن يبقى أن مزاحمة الشيوخ هو الأصل.

المقدم: الأخ علي عبد المحمود الطيب يسأل عن منهجية الطلب لطالب العلم يقول: حتى لا نقع في الاضطراب الذي يحصل بسبب التردد بين المتون، هل إذا بدأ بالشرح لابد أن يواصل حتى ينهيه؟

إذا بدأ بمتن في أي فن من الفنون، لا بد أن يكمله، يكمله حفظاً، قراءة الشرح، قراءة على الشيخ، مذاكرة مع الإخوان والزملاء، لا بد من إكماله بهذه الطريقة، أما الاضطراب والانتقال من كتاب إلى آخر، هذا لا شك أنه يضيع الوقت، ولذا تجد من طلاب العلم من يقضي السنين الطويلة، بعض الناس يمضي خمسين سنة، وبعض الناس في خمس سنوات يدرك ما لا يدركه غيره في خمسين، كل هذا بسبب الدقة في الترتيب والتنظيم، وبعد أن يوفقه الله -جل وعلا- على شيخ يهديه على الطريقة والجادة الذي يحصل بها.

المقدم: السامع الحسين يسأل، وقد جاوبنا الحقيقة؛ لكن يبدو أن الأخ ما تابع الحلقات الأولى عن تفسير الطبري، تكلمتم عن تعليقات الشيخ أحمد شاكر على هذا التفسير؟

<<  <  ج: ص:  >  >>