هناك أيضاً بعد المجموع شرح المهذب للنووي، شرح (فتح القدير) لابن الهمام، وأنا يهمني أن يهتم طالب العلم بالكتب المخدومة، فتح القدير لابن الهمام خدمة لكتاب الهداية للمرغيناني، الهداية هذه مخدومة من وجوه ولو لم يكن من خدمتها إلا خدمة الزيلعي في نصب الراية، الذي خرج أحاديثها؛ لأن الفقهاء يذكرون الأحاديث وليسوا من أهل الصناعة فقد يستدلون بأحاديث لا تتثبت، أصلاً، يوجد أحاديث كثيرة في كتب الفقه ضعيفة، ولا يلامون في هذا؛ لأنهم ليسوا من أهل الاختصاص، فيتولى أهل العلم بالحديث تخريج الأحاديث لهذه الكتب، فيكتمل العمل، وابن الهمام معروف من تلاميذ الحافظ ابن حجر، له نفس حديثي، وكتابه من أفضل كتب الحنفية، وهو عندي مفضل على حاشية ابن عابدين المعتمدة عند الحنفية.
من الكتاب وإن كان شرحاً في الأصل كتاب حديث، ومر الكلام عليه، إنما هو معروف في مقارنة مذاهب الفقهاء ومضى ذكره في الكلام على الموطأ اسمه (الاستذكار) لابن عبد البر، ومر الاستفسار عنه، وعن طبعاته قريباً، الاستذكار لابن عبد البر في ذكر مذاهب فقهاء الأنصار، هذا يعنى بذكر المذاهب بإفاضة وأدلة هذه المذاهب، فهو من كتب الفقه الذي يسمونه المقارن بأدلتها، وطبع طبعات كثيرة؛ لكن يبقى أن طبعة القلعجي لولا ما أثقلها به من الحواشي، تبقى بالنسبة لي هي أفضل الطبعات.