من الكتب التي ينبغي أن يطلع عليها طالب العلم وفيها فقه السلف، نقل فقه السلف (المحلى) لابن حزم، فيه الآثار، آثار السلف وحكمهم، وفيه أيضاً العناية بالدليل، العناية بالدليل من وجهة نظره وعلى طريقته وأصوله لأنه ظاهري المذهب، على أني أنصح طلاب العلم المبتدئين والمتوسطين ألا يعتمدوا على هذا الكتاب، وألا يتربوا على أسلوبه؛ لأن الكتاب يتعامل مع أهل العلم الكبار بأسلوب فيه شيء من والشدة والغلظة، نعم العالم الذي انتهى من التحصيل وتربى على النصوص وتأدب بالأدب الشرعي، واقتدى بسلف هذه الأمة بالأدب والتعامل مع الناس، لا مانع أن يقرأ في هذا الكتاب، والكتاب فيه علم عظيم، لا ينبغي إهداره؛ لكن لا ينبغي للمبتدئ أو للمتوسط أن يعول عليه؛ لأنه فيه أساليب في جانب بعض أهل العلم لا ينبغي أن تذكر بحق هؤلاء ولو ترفع عنها المسلم فيما بينه وبين سائر الناس فضلاً عن أهل العلم لكان هو اللائق به، على كل حال أبو محمد بن حزم أوتي بيان وقوة عبارة، وقوة جدل، يعني تفيد طالب العلم، وتخرجه على طريقة النقاش العلمي لكن يبقى أن أسلوبه مفضول.
بعد هذه الكتب لا سيما في عصرنا الحاضر جدت مسائل ونحتاج فيها إلى فتاوى أهل العلم.
المقدم: يسألن بالذات عما يتعلق عن طريقة تعين طالب العلم على الصبر على الطلب خاصة إذا كان الطالب غير متفرغ إما عنده وظيفة أو واجبات مثل المرأة، وواجبات أسرية، تقول: طريقة يجمع طالب العلم فيها بين أداء عمله وبين حبه ورغبته في طلب العلم بطريقة تناسب وقته؟ قبل أن تتفضلون بالإجابة، أذكر أن لكم أيضاً في هذا الصدد شريط لعلكم تشيرون إليه للأخوة والأخوات للاستفادة منه فيما يتعلق بمعالم في طريق الطلب يا شيخ؟