للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا الشريط عبارة عن محاضرة بينا فيها بعض المعالم، وبعض الفوائد التي يفيد منها طالب العلم، والتي تعينه على الصبر والتحمل، أما تقسيم الوقت والإفادة من الوقت بالوجه المطلوب، فلا شك أن هذا يحتاج إلى شيء من الحزم، والموازنة بين الأعمال والتكاليف وبين طلب العلم، لا شك أنها فيها صعوبة على كثير من الناس، لكن إذا تصور الإنسان ما وعد الله -جل وعلا- أهل العلم من الأجر العظيم والرفعة في الدنيا والآخرة لا بد أن يصبر ويتحمل، لا بد، فلا بد من تنظيم الوقت، فبعد صلاة الصبح مثلاً بساعة إلى أن تنتشر الشمس هل فيه ارتباطات في الوقت هذا؟ ما في أدنى ارتباط، إذاً مثل هذا يخصص للقرآن، وطالب العلم أحوج ما يكون إلى دراسة كتاب الله -جل وعلا-، وقراءته على الوجه المأمور به، فإذا قرأ حزبه في هذا الوقت، إذا كان مشغول بأعمال أخرى يكفيه بإذن الله، ويراجع عليه ما يعينه على فهمه وحفظه، بقية الوقت يجعل وقت مثلاً للنظر في السنة، ووقت للنظر في الفقه، وأصوله، وقت في العقائد مثلاً، وهي من أهم ما ينبغي أن يعنى بها طالب العلم كما أسلفنا، أيضاً هناك وقت متعة وراحة واستجمام ذهني ينظر فيه في كتب التواريخ والأدب، على ما سيأتي بيانه -إن شاء الله تعالى-.

أيضاً إذا عجز عن القراءة وتعب من القراءة يسمع، هناك كتب -ولله الحمد- الآن سجلت شروحها في أشرطة، فوسائل الراحة -ولله الحمد- موجودة، لكن الواقع يثبت أنه كلما كثرة وسائل التيسير والراحة يزيد الخمول، ويصعب التحصيل؛ لأن الموازنة بين ما تحتاجه النفس وتهواه وبين ما يشق عليها في غاية الصعوبة، نعم كان الناس في السابق يرتاحون بطلب العلم، الآن يرتاحون من طلب العلم، نعم، فالعلم متين ويحتاج إلى تعب ويحتاج إلى صبر، وبالمعاناة طالب العلم لا يحتاج إلا إلى مدة يسيرة يعاني ويقصر نفسه ويقهرها على الطلب والقراءة والتحصيل، ثم بعد ذلك يتلذذ، يتلذذ بحيث ينظر في الساعة في كل لحظة، يتمنى لا يمر الوقت، فهذه مرحلة لا بد أن يمر بها طالب العلم بعد مرحلة المجاهدة.

المقدم: لكن هنا يسأل عن أفضل الكتب في تبين المذهب الحنفي والمالكي والشافعي مع الأدلة، يعني يقصد أدلتهم، هل هناك كتب لكل مذهب؟

<<  <  ج: ص:  >  >>