للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فعلينا أن نقرأ هذه الكتب مع استصحاب أنها كتب بشر، تؤثر فيهم المؤثرات، أيضاً هناك أحداث لها آثار، فمثل هذه ينبغي أن يعتنى بأسانيدها؛ لأن كتب التواريخ المسندة على وجه الخصوص مثل الطبري مثل ما جاء على سياقه من الكتب المسندة تروي بالأسانيد والعهدة على القائل، مادام المؤلف أسند، العهدة على القائل نفسه، من أسند لك فقد أحالك، على هذا لا بد من النظر في أسانيد هذه الكتب، لا سيما في الأخبار التي تترتب عليها آثار، فإذا كانت هذه الأخبار تترتب عليها آثار إما أحكام شرعية مثلاً، أو مدح أو قدح من يؤثر مدحه أو القدح فيه في الأمة، مثل هذا لا بد من التأكد فيه، أيضاً: طعن بعض الفرق في بعض، واعتمادهم على بعض الأخبار تحتاج إلى دقة في النظر وتمحيص، فأقول: هذه الكتب يقبح بطالب العلم الغفلة عنها؛ لأنها تثري الذهن، وتثري أيضاً المفسر، إذا كان في غفلة عن كتب التاريخ صار عنده نقص كبير في استجلاء هذه الأحداث؛ لأن الأحداث، قد يكون الحدث واضح في القرآن ومكرر مراراً وبأساليب متعددة للقصة؛ لكن جاء في كتب التواريخ ما يوضح هذه القصة، فنحن بحاجة ماسة إلى كتب التاريخ.

كتب التاريخ تجمع أيضاً إلى الأحداث تجمع التراجم لأهل العلم، من علماء، من عباد، من فقهاء، من زهاد، من جميع أصناف أهل العلم، فالإنسان لا شك أنه يفيد من هذه التراجم، إضافة إلى ما في الأحداث من طرائف وأخبار وأعاجيب.

هذه التراجم يعنى بها المؤرخون، وتتفاوت عنايتهم فيها، تتفاوت عنايتهم بها، فعناية ابن كثير تختلف عن عناية ابن جرير مثلاً، أو ابن الأثير، ابن كثير ركز على التراجم.

المقدم: يعني أنا أفهم من كلام فضيلتكم قبل قليل أن من مستلزمات طالب العلم أن يكون عنده اطلاع بالتاريخ؟

بلا شك.

المقدم: وهذا جواب للأخ عبد الله الفوازن؛ لأنه سئل هذا السؤال يقول: إننا نسمع الذي يهتم بالتاريخ كثيراً لا يتخرج طالب علم يقول: ما صحة هذه المقولة؟

<<  <  ج: ص:  >  >>