قالت:" بدأ بي فقلت يا رسول الله: إنك أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا وإنك قد دخلت من تسع وعشرين أعدهن"، ليلة ليلة تعد، تسع وعشرين، عن تسع وعشرين أعدهن، فقال:((إن الشهر تسعا وعشرين))، هكذا الرواية، وإن كان مقتضى العربية أن الشهر تسع وعشرون ليلة، يقول الشراح أن هذا تقدير كان المنفية مع اسمها، كان المنفية مع اسمها مع أنه غالبا ما تحذف كان مع اسمها بعد إن، ولو، ((التمس ولو خاتم من حديد)) يعني ولو كان الملتمس خاتم من حديد، إن الشهر تسعا وعشرين عندنا في الكتاب مصحح، تسع وعشرون لكن الرواية تسعا وعشرين مع أنه في الأصل بدون ألف، فتحتين بدون ألف، والأصل أن الفتحتين تكون على ألف، تسعا لكن لغة ربيعة حذف الألف الناتجة عن النصب، فيقال لهذه اللغة: الربعية، نسبة على إلى ربيعة، فلا يكتبون ألفا أن أنسا يكتفون بأنس ويضعون عليه الألف والألفين، [رواه مسلم]، هذا الحديث فيه دليل على أن الشهر يكون تسعة وعشرين يوما وهذا هو الغالب، غالب الأشهر تسع وعشرين وجاء:((الشهر هكذا وهكذا وهكذا))، عشر ثم عشر ثم قبض الإبهام - تسع وعشرين والشهر الذي جاء فيه هذا الحديث إن الشهر المرد به: الشهر المعهود الذي آلاء فيه النبي - عليه الصلاة والسلام -، وإلا جنس الشهر فكما يكون تسع وعشرين يكون أحيانا ثلاثين لكن المراد هنا: المعهود، وعلى هذا لو نذر شخص أن يصوم شهرا فبدأ بالشهر من أوله يفطر إذا رؤى الهلال كمل أو نقص، لكن إذا بدأ به من منتصف الشهر نعم؟ يكمل ثلاثين يوما؛ لأنه الآن يصوم أيام ما يصوم شهر، ومنهم من يقول: يصوم على حسب ما يمر به آخرا الشهر الذي ينتهي وهو في العبادة، يعني انتهى من خمسة عشر صام، صام اليوم الخامس عشر، من شهر صفر، أو محرم فيفطر اليوم الخامس عشر من شهر من الشهر الذي يليه، ويكون حينئذ صام شهر وإن كان في الحقيقة ملفقا من شهرين لكن لا شك أن الأ حوط وهو القول الأول، أنه إن صام من أول الشهر يفطر بنهاية الشهر يفطر برؤية هلال الذي يليه، وأن صام من أثنائه يكمل ثلاثين يوما،