من جنس الجواب، نحو قوله تعالى:{ولو شاء الله لجمعهم على الهدى} : أي لو شاء جمعهم على الهدى لجمعهم عليه، وكذلك:{لو نشاء لجعلناه حطاماً} ، {لو نشاء جعلناه أجاجاً} ، {ولو شاء ربك لآمن} ، {ولو شاء ربك ما فعلوه} ، {لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء} . قال الشاعر:
فلو شاء ربي كنت قيس بن خالدولو شاء ربي كنت عمر بن مرثد
وقال الراجز:
واللذ لو شاء لكنت صخراًأو جبلاً أشم مشمخرا فعلى هذا الذي تقرر، لا يكون تقدير المحذوف ما قاله الزمخشري، وإنما التقدير: لو شاء ربنا إنزال ملائكة بالرسالة منه إلى الإنس لأنزلهم بها إليهم.
{فإنما بما أرسلتم به كافرون} : خطاب لهود وصالح ومن دعا من الأنبياء إلى الإيمان، وغلب الخطاب على الغيبة، نحو ولك: أنت وزيد تقومان. وما مصدرية، أي بإرسالكم، وبه توكيد لذلك. ويجوز أن يكون ما بمعنى الذي.