وقرأ الجمهور: يوحي مبنياً للفاعل؛ وأبو حيوة، والأعشى عن أبي بكر، وأبان: نوحي بنون العظمة؛ ومجاهد، وابن وكثير، وعباس، ومحبوب، كلاهما عن أبي عمرو: يوحي مبنياً للمفعول؛ والله مرفوع بمضمر تقديره أوحي، أو بالابتداء، التقدير: الله العزيز الحكيم الموحي؛ وعلى قراءة نوحي بالنون، يكون الله العزيز الحكيم مبتدأ وخبراً. ويوحي، إما في معنى أوجب حتى ينتظم قوله:{وإلى الذين من قبلك} ، أو يقرأ على موضوعه، ويضمر عامل يتعلق به إلى الذين تقديره: وأوحي إلى الذين من قبلك.
والظاهر أن {قرآناً} مفعول {أوحينا} . وقال الزمخشري: الكاف مفعول به، أي أوحيناه إليك.
فاستعمل الكاف اسماً في الكلام، وهو مذهب الأخفش. {لتنذر أم القرى} : مكة، أي أهل جم القرى، وكذلك المفعول الأول محذوف، والثاني هو:{يوم الجمع} .
وقرأ الجمهور:{فريق} بالرفع فيهما، أي هم فريق أو منهم فريق. وقرأ زيد بن عليّ بنصبهما، أي افترقوا، فريقاً في كذا، وفريقاً في كذا.
وقال الزمخشري: في قوله: {فالله هو الولي} ، والفاء في قوله:{فالله هو الولي} جواب شرط مقدر، كأنه قيل: بعد إنكار كل ولي سواه، وإن أراد وأوليا بحق، فالله هو الولي بالحق، لا ولي سواه. انتهى. ولا حاجة إلى تقدير شرط محذوف، والكلام يتم بدونه.
وقرأ الجمهور:{فاطر} بالرفع، أي هو فاطر، أو خبر بعد خبر كقوله:{ذلكم} . وقرأ زيد بن عليّ: فاطر بالجر، صفة لقوله:{إلى لله} ، والجملة بعدها اعتراض بين الصفة والموصوف.
وما ذهب إليه الطبري وغيره من أن مثلاً زائدة للتوكيد كالكاف في قوله:
فأصبحت مثل كعصف مأكول
وقوله:
وصاليات ككما يؤثفين
ليس بجيد، لأن مثلاً اسم، والأسماء لا تزاد، بخلاف الكاف، فإنها حرف، فتصلح للزيادة.