للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

"بل لما أمر ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ابنة عم النبي -عليه الصلاة والسلام- لما أمرها بالاشتراط قالت: إني أريد الحج وأجدني شاكية، قال: ((حجي واشترطي، فإن لك على ربك ما استثنيت)) " هذا اللفظ في الصحيح، والإمام البخاري أغرب كل الإغراب في إيراد الخبر، لم يرد في أي باب من الأبواب المتعلقة بالحج، ولذلك كثير ممن نفى رواية البخاري لهذا الحديث؛ لأنهم بحثوا الحج من أوله إلى آخره ما وجدوا شيء من هذا، والبخاري الذي يكرر الحديث في عشرين موضع بعض الأحاديث، ما جاء به نفس يكرر هذا الحديث في موضع في الحج، وموضع في النكاح؛ لكن الإمام -رحمت الله عليه- له أنظار دقيقة تخفى على كثير من الناس، يعني أورد الحديث في كتاب النكاح، باب الأكفاء في الدين، ثم قال في نهاية الخبر: وكانت تحت المقداد، ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ابنة عم النبي -عليه الصلاة والسلام- تحت المقداد، مولى، وجاء في الحديث في كتاب النكاح: باب الأكفاء في الدين، يعني الكفاءة إنما تكون في الدين لا في النسب، لو أن الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- كرره وجعله في الحج، وجعله في النكاح، وجعله في المواضع الذي يحتاج إليها كغيره، كان هو الأصل؛ لكن الكمال لله، والعصمة لرسله.

<<  <  ج: ص:  >  >>