للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[وزارة أبي الحسن علي ابن عيسى الثانية]

لما قبض علي أبي الحسن علي بن عيسى بعد نظره مع حامد بن العباس جرى أمره مع أي الحسن بن الفرات وابنه المحسن على ما ذكرناه. ثم أخرجاه إلى مكة، ومنها إلى اليمن، فكان هناك إلى أن قبض عليهما. ووزر أبو القاسم الخاقاني، فسأل مؤنس الخاقاني أن يأذن لعلي بن عيسى في الرجوع إلى مكة، ففعل، ثم سأل مؤنس المقتدر بالله من بعد تقليده الإشراف على مصر والشام، فأمر الخاقاني بذلك، وكتب إلى علي بن عيسى به، وأجري له ألفي دينار في كل شهر. وكان عامل مصر يومئذ أبو أحمد الحسن بن محمد الكرخي وعامل الشام محمد بن الحسن ابن عبد الوهاب. وتقلد أبو العباس الخصيبي الوزارة فأقره على ذلك. وقد أمر الخصيبي، فأشار مؤنس على المقتدر بالله باستقدام علي بن عيسى ورد الأمور إليه والتعويل فيها عليه. وندب سلامة الطولوني للنفوذ إلى دمشق في طريق البرية وإحضار علي بن عيسى منها، ونفذ في يوم السبت ثالث عشر ذي القعدة، واستقر الأمر في مراعاة الأعمال إلى حين وصوله على أن استدعي المقتدر بالله عبيد الله بن محمد الكلوذاني في يوم الخميس الحادي عشر من ذي القعدة، وعرفه تقليده أبا الحسن علي بن عيسى الوزارة، وأمره بالنيابة عنه إلى حين وروده، فانصرف أبو القاسم إلى دار الوزارة بالمخرم في طيار الخصيبي المقبوض عنه، وجلس ونظر في الأعمال،

<<  <   >  >>