للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الذي أعتقده وأنويه، وتوفيقي لما يحبه ويرضيه، إنه أهل الفضل وموليه، وحسبي الله ونعم الوكيل.

ونسخة الأخرى وكانت إلى أبي عباس أحمد ابن بسطام عند تقلده الوزارة الأولى:

نعم الله عند أمير المؤمنين أطال الله بقاءه تتجدد في سائر أوقاته، وتتوكد في جميع حالاته، فليس يخلو منها قاهرةً لأعدائه، وناصرةً لأوليائه، والله يعينه على أداء حقها، والقيام بشكرها، إنه ذو فضل عظيم. وكان جماعة من جلة الكتاب والقواد ووجوه الغلمان والأجناد، حسدوا أبا أحمد العباس بن الحسن رحمه الله على محله في الدولة ومنزلته، وما قام به لأمير المؤمنين أيده الله من عقد بيعته، فسعوا في إتلاف مهجته، وإزالة نعمته، وتوصل إليهم عبد الله بن المعتز بمكره وخديعته، فأوحشهم من أمير المؤمنين وشيعته، وحسن لهم الخروج عن طاعته، فنكثوا ومرقوا، وغدروا وفسقوا، وشهروا سيوف الفتنة وأظهروا أعلامها، وأضرموا نيرانها، وتفرد الحسين بن حمدان بأبي أحمد فقتله، وثنى بفاتك المعتضدي فأتلفه، وقصد المارقون دار الخلافة حتى وصلوا إلى جدرانها، وأحرقوا عدة من أبوابها، ووفق الله الخدم والأولياء المصافية والغلمان الحجرية لمحاربتهم ومنازلتهم، فانصرفوا مفلولين، واجتمعوا إلى عبد الله فعاقدوه وبايعوه، وتسمى بالخلافة في ليلته، ووازره محمد بن داود على ضلالته. وما صحبهم من غلمان

<<  <   >  >>