للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

من الأموال، تدل على عجزه وإضاعته، وتبطل ما يدعيه من صناعته وكفايته. ولما صرفت عماله عما ولوه، وطالبتهم بما اقتطعوه، أعفوا بمال جزيل قدره، عظيم خطره، متجاوز مبلغه ألف ألف دينار، وانضاف إليها ما توفر مما كانوا يفوزون به من الارتفاقات، ويستثنونه في العقود والمقاطعات، وهو أربعمائة ألف دينار، وما وجب على الحسين بن أحمد ومحمد بن علي المادرائيين من خراج ضياعهما بمصر والشام في سني ولايته، فاستدركه علي بن أحمد بن بسطام وهو ثلاثمائة ألف دينار، فتحصل الجميع ألف ألف وسبعمائة ألف دينار، وحمل منه إلى حضرة أمير المؤمنين أطال الله بقاءه ستمائة ألف دينار، وإليك أعزك الله للنفقة على القادة النافذة لمحاربة يوسف بن ديوداذ مع صلات المستأمنة وأرزاقهم خمسمائة ألف دينار، وأُطلق الباقي لقواد أمير المؤمنين أيده الله وأجناده وخواصه عوضاً عما كان علي بن عيسى حطه من أرزاقهم، ووضعه من جملة استحقاقاتهم، فكثر الشاكر، وسكن وأمن النافر، وصلحت الأحوال، وانبسطت الآمال. ولما قربت العساكر من يوسف أفرج عن الري وما يليها من الأعمال، وزال عن أهلها كل جور وعدوان، وعمرت تلك النواحي بعقب خرابها، واستوسقت الأمور بعد اضطرابها، والله الموفق المعين. وقد توفرت أعزك الله مع ذلك مني عليه العناية، ولحقته الصيانة، في نفسه وماله، وضياعه وحاله، ترفعاً عن مجازاته على أفعاله، وجرياً على عادتي في أمثاله. والله أسأل معونتي على الجميل

<<  <   >  >>