للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أمير المؤمنين أدام الله عزه وخاصته وذوي البأس من رعيته من حسن دينه. وخلص يقينه، فتحصنوا بالإبعاد في الهرب، لما خافوه من شدة الطلب، وأُسر جماعة من كتاب عبد الله وخواصه، منهم محمد بن عبدون، وعلي بن عيسى، ومحمد بن سعيد الأزرق، ويمن الكبير، ووصيف بن صوارتكين، وسرخاب الخادم، وعلي الليثي، ومحمد الرقاص وأبناء دميانة، والمعروف بأبي المثنى، ومحمد ابن يوسف، وحملوا إلى دار أمير المؤمنين أيده الله فحصلوا في أعظم بوس، وأضيق حبوس. ولما خمدت النائرة، وسكنت الفتنة الثائرة، استدعاني أمير المؤمنين أدام الله تاييده فأوصلني إلى حضرته، وخصني ببره وتكرمته، وفوض إلي تدبير مملكته، ورعاية خاصته وعامته، واعتمد علي في حياطة ملكه ودولته، وقلدني سائر دواوينه مع وزارته، وخلع علي خلعاً ألبسني بها إجلالاً وقدراً، وجمالاً وفخراً، وعدت إلى داري مغموراً بإحسانه، مثقلاً بأياديه وامتنانه. وأسأل الله معونتي على طاعته. وتبليغي غاية رضاه وإرادته بمنه وقدرته.

وكان أول ما بدأت به الجد في طلب عدو الله عبد الله بن المعتز، إلى أن هيأ الله الظفر به على يد صافي مولى أمير المؤمنين، بعد أن تنصح في الدلالة على موضعه خادم مشهور الديانة، مذكور الصيانة يعرف بسوسن الجصاصي، فأوجبت الحال إطلاق صلة لسائر الأولياء وافرة المبلغ، وأنا بتجديد البيعة عليهم متشاغل، وللخدمة مواصل، والأمور جارية على أحمد مجاريها. وأفضل المحاب فيها، والحمد لله رب العالمين. والأحوال أعزك الله بيننا توجب مشاركتك، وتقتضي مساهمتك، وقد

<<  <   >  >>