للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(٢٠٠) وعن أبي عُبَيْدة، قالَ: سمعت يونس يذكر زيادا وكرم مجالسته. قالَ: حبق رجل في مجلسه فجاء بصوت منكر، فلمّا كان الغد، امر زياد غلاما له، فجاء بنفاخة فنفخها ووضعها تحت وسادة الرجل الذي كان منه الحدث، فلمّا جلس على الوسادة انصدعت النفاخة، فجاء صوتها كالصوت الذي جاء بالامس، فقال زياد للرجل: قم، فقام فأذا النفاخة منصدعة، فقال زياد: لقد اجترأ على من صنع هذا في مجلسي مرتين.

(٢٠١) وعن الأَصمعي، قالَ: كان عبد الله بن عامر بن كريز من فتيان قريش جودا وحياء وكرما. فدخل اعرأبي ليلا، فسأل عن دار ابن عامر، فأرشد اليها، فجاء حتى اناخ راحلته بفنائها، وانشغل عنه الحاجب والعبيد، فبات القفر، فلمّا اصبح ركب ناقته ووقف على الحاجب، وانشأ يقول:

كأني ونضوى عند باب ابن عامر ... من الجوع ذئبا قفرة هلعان

وقفت وصنبر الشتاء يلفني ... فقد مس برد ساعدي وبناني

فما اوقدوا نارا ولا اعرضوا قرى ... ولا اعتذروا من عسرة بلسان

<<  <   >  >>