ذكر -يعني أبا عبد الله ابن حنبل- معمر بن سليمان، فقال: أبو عبد الله -يكنيه بأبي عبد الله-؛ وذكر من فضله وهيئته. وقال لي: كتب عن الحجاج بن أرطأة بالرقة، قدم عليهم - أو أراه نزل عليهم- بالنخعية، باليمانية، وكتب عنه بالرقة. ثم قال لي أبو عبد الله: لقد ناظرني يوماً عنده إنسانٌ من أصحاب محمد بن الحسن في النفي، فأقبلت أحتج عليه بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل هو يرد ذلك، فقال له أبو عبد الله -يعني معمراً-: ترد قول النبي صلى الله عليه وسلم؟ وتغيظ عليه؛ فقال الرجل: هممت أن أخرق ما سمعت منك حين أقبل. قال أبو عبد الله: قلت له: أي سنةٍ دخلت الرقة؟ قال: سنة سبع وثمانين؛ أتيت حران [فكتبت عن] محمد بن سلمة، ثم أتيت الرقة فكتبت عن فياض؛ وذكر معمراً وأبا مرداس وهؤلاء. قلت: فكيف لم تكتب عن عبد الله بن جعفر؟ فقال: ما كان عبد الله بن جعفر تلك الأيام يذكر. قلت: فقد أتيتها بعد ذاك، فكيف لم تكتب عنه؟ قال: لم أكتب عنه. قلت: تركته من علةٍ؟ قال: لا، ولكني لم أكتب عنه شيئاً.
٢٣٦- سمعت عبد الملك الميموني يقول: سمعت أبي يقول: ربما رأيت الحجاج بن أرطأة، يضع يده على رأسه ويقول: قتلني حب الشرف.