٣٨- حدثنا أبو جعفر محمد بن عبدوس الدقاق الحراني، ثنا يزيد بن قبيس، ثنا علي بن الحسن الحلبي، حدثني عمرو بن ميمون بن مهران، قال: إني خرجت بأبي أقوده في بعض سكك البصرة، فمررت بجدول فلم يستطع الشيخ يتخطاه، فاضطجعت له، فمر على ظهري، ثم قمت فأخذت بيده، فدفعنا إلى منزل الحسن، فطرقت الباب، فخرجت جاريةٌ سداسيةٌ، فقالت: من هذا؟ فقلت: هذا ميمون بن مهران أراد لقاء الحسن. فقالت: كاتب عمر بن عبد العزيز؟ قلت لها: نعم. قالت: يا شقي، ما بقاؤك إلى هذا الزمان السوء؟ قال: فبكى الشيخ، فسمع الحسن بكاءه، فخرج إليه فاعتنقا ثم دخلا، فقال ميمون: يا أبا سعيد، إني قد أنست من قلبي غلظةً فاسللن لي منه. فقرأ الحسن:{بسم الله الرحمن الرحيم}{أفرأيت إن متعناهم سنين. ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون} . قال: فسقط الشيخ، فرأيته يفحص برجله كما تفحص الشاة المذبوحة؛ فأقام طويلاً، ثم أفاق؛ فجاءت الجارية فقالت: قد أتعبتم الشيخ، قوموا تفرقوا.