ابن جعفر التميمي بالكوفة، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن حاتم بن إدريس البلخي، حدثنا نصر بن المكي، حدثنا ابن عبد الحكم قال:((ما رأينا مثل الشافعي، كان أصحاب الحديث ونقاده يجيئون إليه فيعرضون عليه، فربما أعل نقد النقاد منهم، ويوقفهم على غوامض من علل الحديث لم يقفوا عليها، فيقومون وهم متعجبون منه، ويأتيه أصحاب الفقه المخالفون والموافقون فلا يقومون إلا وهم مذعنون له بالحذق والديانة، ويجيئه أصحاب الأدب فيقرؤون عليه الشعر فيفسره، ولقد كان يحفظ عشرة آلاف بيت شعر من أشعار هذيل بإعرابها وغريبها ومعانيها، وكان من أحفظ الناس للتاريخ، وكان يعينه على ذلك شيئان: وفور عقل، وصحة دين، وكان ملاك أمره إخلاص العمل لله عز وجل)) .
قال الخطيب: وقد نقل عن الشافعي مع ضبطه للحديث كلامٌ في أحوال الرواة يدل على بصره بهذا الشأن وتبحره فيه ومعرفته به، فمن ذلك قوله:((الرواية عن حرام بن عثمان حرام)) .