وأسعدت بالأمرين فرقتي الورى ... فريقٌ بلينٍ أو فريقٌ بشدة
وأرشدت للدارين من طاع أو عصى ... فهذا إلى نارٍ وذاك لجنة
وبالقمرين النيرين هديتنا ... كتابٌ من الله الكريم وسنة
وصليت نحو القبلتين تفرداً ... وكل نبيٌ ماله غير قبلة
ومنها:
وعندي يمينٌ لا يمين بأن في ... يمينك وكفاً كيفما السحب ضنت
لقد نزه الرحمن ظلك أن يرى ... على الأرض ملقى فانطوى للمزية
شيخنا الإمام أبو حامد السبكي هذا مولده في سنة تسع عشرة وسبعمائة بالقاهرة، وسمع بها من الحجار والقاضي بدر الدين ابن جماعة، وأبي الحسن الواني، ويونس الدبوسي، وأحمد بن كشتغدي، وجماعة من قدماء مشايخنا، واشتغل يحصل علوماً جمةً في فنونٍ، أخذ عن أبيه، والمجد الزنكلوني، والقاضي شمس الدين ابن القماح،