للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد عبّر عن ذلك ابن عدي حيث قال١: "بعض أحاديثه مستقيمة، وبعضها فيها إنكار" ا?.

والحاصل أن هذا الرجل يدور بين الترك فلا يعتبر به ولا يستشهد به لقول البخاري السابق؛ ولقول ابن حبان٢: "كان ممن يقلب الأخبار والأسانيد، ولا يعلم، ويسند المراسيل، ولا يفهم، فلما كثر ذلك في حديثه وفحش استحق الترك" ا?. وبين أن يعتبر به ويستشهد به.

والذي أميل إليه من الحكم بعد هذا الاستعراض أنه ضعيف يكتب حديثه للاعتبار، ولا يحتج به إذا انفرد.

وهذا –في نظري- هو القول الوسط فيه، وهو قول الأكثرية وفيهم المعتدل كالدارقطني، والمتشدد كابن معين، وأبي حاتم.

وبعد فهذا الحكم هو ما حكم به ابن حجر في "تقريب التهذيب"، حيث قال٣: "صالح بن محمد بن زائدة المدني أبو واقد الليثي الصغير ضعيف٤، من الخامسة، مات بعد الأربعين أي ومئة، روى له أبو داود،


١ الكامل ٣ قسم ١ صفحة ١٨٢.
٢ المجروحون ١/٣٦٧.
٣ ١/٣٦٢.
٤ وعلى هذا الحكم مشى في "فتح الباري" ٦/١٨٧ بمناسبة ذكره لحديث صالح هذا فقال: "صالح بن محمد بن زائدة الليثي المدني أحد الضعفاء" وكذا مشى في "التلخيص الحبير" ٢/١١٣ بمناسبة ذكره لحديثه أيضاً حيث قال: "وصالح ضعيف".

<<  <  ج: ص:  >  >>