كتاب المنتقى - ابن الجارود - قسم من أوله

في طهارة الماء والقدر الذي ينجس ولا ينجس - ص: 66

٤٤ - (٤٧) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْوَرَّاقُ، وَحَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ الْرَّازِيُّ (١)، وَأَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ العَطَّارُ/، قَالُوا: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْمَاءِ وَمَا يَنُوبُهُ مِنَ السِّبَاعِ وَالدَّوَابِّ، فَقَالَ: إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلِ الْخَبَثَ (٢).

---

(١) في الأصل «الوَازِي»، وفي المطبوع من إتحاف المهرة «الواري»، ولقد بحثت ولم أجد هاتين النسبتين في ترجمة حجاج، وإنما وجدت «الرازي» عند ابن أبي حاتم [الجرح والتعديل، ط ١، (٣/ ١٥٨ - ١٥٩)] وغيره، ثم نظرت في نسختي إتحاف المهرة الخطيتين فوجدتها «الرازي»، فالأظهر أنه الرازي، ونثبت الرازي في أصل المتن بناء على ما ورد في مخطوط الإتحاف، وعليه فيصحح ما ورد في إتحاف المهرة كذلك، والعلم عند الله تعالى.
(٢) رجال الإسناد:
محمد بن عثمان الوراق: وهو محمد بن عثمان بن كَرَامَةَ العجلى مولاهم الكوفي، وراق عبيد الله بن موسى، ثقة، روى عن أبي نعيم الفضل بن دكين وأبي أسامة حماد بن أسامة ومحمد بن بشر العبدي وعبد الله بن نمير، وروى عنه المصنف والبخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه وأبو حاتم الرازي. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (٢٦/ ٩١)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٩/ ٣٣٨)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٤٩٦ رقم ٦١٣٤)].
حجاج بن حمزة الرازي: وهو بن حمزة بن سُوَيْد، أبو يوسف العِجْلي الخُشَّابِيّ الرازي القاضي، ثقة، قال أبو زرعة: شيخ مسلم صدوق، ونقل ابن أبي حاتم عن عبد الله بن الحسن الهِسِنْجَانِيّ، أنه قال عنه: «أعرفه منذ ثلاثين، أو أربعين سنة، ما أعرفه إلا يزداد خيرا»، وقال الخليلي: «ثِقَةٌ ... ،كَبِيرٌ»، روى عن يحيى بن آدم وابن نمير وأبي أسامة حماد بن أسامة، وروى عنه المصنف ومسلم في غير الصحيح وأبو زرعة الرازي وأبو حاتم الرازي وابنه. (ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل (٣/ ١٥٨)، الخليلي، الإرشاد، ط ١، (٢/ ٦٧٢)، ابن ماكولا، الإكمال، ط ١، (٣/ ٢٦٩)، السمعاني، الأنساب، ط ١، (٥/ ١٣١)، ١٣٢، الذهبي، تاريخ الإسلام، ط ٦، (٦/ ٦٣)، المشتبه، ط ١، (١/ ٢٣٥)، ابن ناصر الدين، توضيح المشتبه، ط ١، (٣/ ٢٣٠)].
أبو يحيى محمد بن سعيد العطار: وهو محمد بن سعيد بن غالب البغدادي، أبو يحيى العطار الضرير، قال ابن حجر: صدوق، قلت: ومثله يكون ثقة؛ إذ قال ابن أبي حاتم فيما نقله المزي، [تهذيب الكمال، ط ١، (٢٥/ ٢٧٦)] والذهبي [سير أعلام النبلاء، ط ٣، (١٢/ ٣٤٥)] وغيرهما: «كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق ثقة!»، إلا أنني وجدته في المطبوع عند ابن أبي حاتم: «كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق» [الجرح والتعديل، ط ١، (٧/ ٢٦٦)، وكذا في مخطوطته بدار الكتب المصرية (مخطوط، ٩/ق ١٤١) والأخرى بدار الكتب المصرية (مخطوط، ق ٨٧/ب) والتركية (مخطوط، ق ٤٣٨/ب)، وكذا في نقل الخطيب عن ابن أبي حاتم [الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ط ١، (٣/ ٢٤٠)]، ويظهر أن النسخة التي اعتمد عليها المزي والذهبي غير ما ذكرت، ولعلها نسخة مراد ملا [(وهي برقم ١٤٢٧)، ولم يعتمد المعلمي اليماني إلا على مقدمتها فقط] أو الأزهرية [برقم (٩٠١٢)]، وكنت قد اطلعت عليهما قديما، وليستا بحوزتي الآن، والله المستعان، وقال الخطيب البغدادي: «وكان ثقة» [الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ط ١، (٣/ ٢٤٠)]، روى عن الشافعي ويحيى بن آدم وأبي أسامة حماد بن أسامة وابن نمير وأبي عاصم النبيل، وروى عنه المصنف وابن ماجه في كتاب التفسير وأبو حاتم وابنه. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (٢٥/ ٢٧٤)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٩/ ١٨٩)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٤٨٠ رقم ٥٩١٢)].
أبو أسامة: وهو حماد بن أسامة، وقد تقدم.
الوليد بن كثير: وهو الوليد بن كثير القرشي المخزومي مولاهم، أبو محمد المدني الكوفي، قال الحافظ ابن حجر: «صدوق، عارف بالمغازي، رمي برأي الخوارج»، قلت: ومثله يكون ثقة؛ إذ وثقه ابن معين [الدوري، السؤالات، ط ١، (٦٧٧)] وغيره، وروى له البخاري ومسلم في صحيحيهما، وأما ما ذكر بأنه رمي برأي الخوارج، حيث ذكروا أنه إباضي، والإباضية من الخوارج، ذكر ذلك عنه ابن عيينة [العقيلي، الضعفاء الكبير، ط ١، (٤/ ٣٢٠)] وأبو داود [انظر: المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (٣١/ ٧٥)]، لكن قال ابن عيينة «ولكنه كان صدوقا»، وقال أبو داود: «ثقة»، وقال الحافظ: «الإباضية فرقة من الخوارج، ليست مقالتُهم شديدةَ الفحش، ولم يكن الوليد داعيةً» [ابن حجر، الفتح، ط ١، (١/ ٤٥٠)]، روى عن محمد بن عباد بن جعفر المخزومي ومحمد بن جعفر بن الزبير بن العوام والأعرج والزهري ونافع مولى ابن عمر، وروى عنه عيسى بن يونس وابن عيينة وإبراهيم بن سعد وأبو أسامة حماد بن أسامة. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (٣١/ ٧٣)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (١١/ ١٤٨)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٥٨٣ رقم ٧٤٥٢)].
محمد بن عباد بن جعفر: وهو محمد بن عباد بن جعفر بن رفاعة بن أمية بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي المكي، ثقة، روى عن جده لأمه عبد الله بن السائب، وابن عمر وابن عباس وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم، وعبد الله بن عبد الله بن عمر، وروى عنه الزهري والأوزاعي وابن جريج والوليد بن كثير. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (٢٥/ ٤٣٣)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٩/ ٢٤٣)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٤٨٦ رقم ٥٩٩٢)].
عبد الله بن عبد الله بن عمر: وهو عبد الله ابن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، أبو عبد الرحمن المدني، ثقة، روى عن أبيه ابن عمر، وأبي هريرة وعائشة رضي الله عنهم، وروى عنه محمد بن عباد بن جعفر ومحمد بن جعفر بن الزبير ونافع مولى ابن عمر والزهري. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (١٥/ ١٨٠)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٥/ ٢٨٥)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٣١٠ رقم ٣٤١٧)].
عبد الله بن عمر: تقدم ذكره رضي الله عنه.
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات.

التخريج:
أخرجه أبو داود في السنن (كتاب الطهارة-باب ما ينجس الماء-١/ ١٧ - ح ٦٣) عن عثمان بن أبي شيبة والحسن بن علي، عن أبي أسامة، به، وقال: «وهو الصواب».
وأخرجه أبو داود في السنن (كتاب الطهارة-باب ما ينجس الماء-١/ ١٧ - ح ٦٣)، والنسائي في السنن (كتاب الطهارة-باب التوقيت في الماء-١/ ٤٦ - ح ٥٢)، من طريق الوليد بن كثير، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه، به.
وقد ورد محمد بن جعفر بن الزبير مهملا عند النسائي في الكبرى (كتاب الطهارة-باب التوقيت في الماء-١/ ٩١ - ح ٥٠)، فقال: «عن محمد».
وأخرجه النسائي في السنن (كتاب الطهارة-باب التوقيت في الماء-١/ ١٧٥ - ح ٣٢٨) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة عن الوليد بن كثير عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، بإبدال «عبيد الله» مكان «عبد الله».
وأخرجه أحمد في المسند (٨/ ٢١١) (ح ٤٦٠٥) والترمذي في السنن (كتاب الطهارة-باب منه آخر-١/ ٩٧ - ح ٦٧) وابن ماجه في السنن (كتاب الطهارة وسننها-باب مقدار الماء الذي لا ينجس-١/ ١٧٢ - ح ٥١٧) من طريق محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد الله، به.
وأخرجه أحمد في المسند (٨/ ٣٧٤) (ح ٤٧٥٣) وأبو داود في السنن (كتاب الطهارة-باب ما ينجس الماء-١/ ١٧ - ح ٦٤) وابن ماجه في السنن (كتاب الطهارة وسننها-باب مقدار الماء الذي لا ينجس-١/ ١٧٢ - ح ٥١٨) من طريق عاصم بن المنذر عن عبيد الله، به.
وقال أبو حاتم الرازي: «محمد بن عباد بن جعفر: ثقة، ومحمد بن جعفر بن الزبير: ثقة، والحديث لمحمد بن جعفر بن الزبير: أشبه» [ابن أبي حاتم، العلل، ط ١، (١/ ٥٤٦)].
وقد ذهب الدارقطني إلى صحة الروايتين [انظر: العلل، ط ١، (١٢/ ٤٣٥)]، وهو قول الحاكم [انظر: المستدرك، ط ١، (١/ ٢٢٥، ٢٢٦)]، والبيهقي [انظر: السنن الكبرى، ط ١، (١/ ٣٩٤)]، ويظهر أن هذا هو صنيع المصنف؛ لإيراده الحديث التالي (ح ٤٥)، والله أعلم.
طرف الحديث: [ابن حجر، إتحاف المهرة، ط ١، (٨/ ٥٤٠) برقم (٩٩٢٧)].