للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦١ - (٦٨) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، وَأَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ، قَالَا: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ وَعْلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- يَرْفَعُهُ -وقَالَ ابْنُ الْمُقْرِئِ: قَالَ مَرَّةً (١) -:إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ-:أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ.

وَقَالَ ابْنُ شَيْبَانَ: قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- (٢).


(١) القائل هو ابن عيينة، ومعنى الكلام أنه كان أحيانا يصرِّحبذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأحيانا يختصر ذلك، فيقول: يرفعه، والصيغتان بمعنى واحد.
(٢) رجال الإسناد:
محمد بن عبد الله بن يزيد: وهو المقرئ، وقد تقدم.
أحمد بن شيبان الرملي: وهو أحمد بن شيبان بن الوليد بن حيان، أبو عبد المؤمن الفزاري، قال ابن أبي حاتم: «وكان صدوقا» [ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، ط ١، (٢/ ٥٥)]، ووثقه الحاكم [السجزي، السؤالات، ط ١، (ص ٨١)]، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: «يخطئ»، وتعقبه الذهبي بقوله: «فالصدوق يخطئ» [الذهبي، الميزان، ط ١، (١/ ١٠٣)]، ونقل الحافظ ابن حجر عن العقيلي أنه قال: «لم يكن ممن يفهم الحديث وحدث بمناكير»، ولم ينقل ذلك إلا ابن حجر، ولم أجده في كتاب الضعفاء المطبوع، ولا في نسخة المكتبة العمرية!، وقد ذكره المقدسي في الكمال [مخطوط الظاهرية، (١/ق ١٩٨ أ)، ومخطوط شيستربيتي، (١/ق ٢٦٥ ب)] بعد ترجمة النسائي، وحذفه المزي من تهذيب الكمال؛ لأنه لم يقف على رواية له في الكتب الستة، والأظهر أنه صدوق، وقد يخطئ، والله أعلم، روى عن ابن عيينة ومحمد بن جعفر غندر وعبد المجيد بن أبي رواد ومؤمل ابن إسماعيل، وروى عنه المصنف وابن خزيمة وابن أبي حاتم وابن جرير ويحيى بن محمد بن صاعد. [ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (١/ ٣٩)].
سفيان: وهو هنا ابن عيينة وقد تقدم.
زيد بن أسلم: وهو زيد بن أسلم القرشي العدوي المدني الفقيه، مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثقة عالم، وكان يرسل، روى عن أنس بن مالك وابن عمر وأبي هريرة وعائشة رضي الله عنهم، وعبد الرحمن بن وعلة، وروى عنه أبناؤه أسامة وعبد الله وعبد الرحمن، والثوري وابن عيينة وسليمان بن بلال والزهري ومالك بن أنس. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (١٠/ ١٢)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٣/ ٣٩٥)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٢٢٢ رقم ٢١١٧)].
ابن وعلة: وهو عبد الرحمن بن وَعْلَةَ السَّبَئِيّ المصري، قال الحافظ ابن حجر: «صدوق»، قلت: ومثله درجته أرفع من ذلك؛ إذ روى له مسلم في الصحيح محتجا به، ووثقه ابن معين [ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، ط ١، (٥/ ٢٩٦)] والنسائي، وابن حبان [الثقات، د. ط، (٥/ ١٠٥) (٤٠٦٨)] والعجلي [الثقات، ط ١، (٢/ ٨٩) (١٠٨٧)] وذكره الفسوي في ثقات التابعين من أهل مصر [المعرفة، ط ١، (٢/ ٥٣٠)]، وأما قول أبي حاتم عنه: «شيخ» [ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، ط ١، (٥/ ٢٩٦)]، فهذه اللفظة عند أبي حاتم قد وقع في تفسيرها كلام كثير إذا أطلقت هكذا دون إضافة بأن يقال: شيخ منكر أو شيخ ثقة، والأصوب والله أعلم أن حديث الراوي الموصوف بذلك قليل لا يكفي لتعديله أو جرحه، كما قال ابن القطان [بيان الوهم، ط ١، (٣/ ٥٣٩)]، وأما قول الحافظ ابن حجر: «وذكره أحمد فَضَعَّفَهُ في حديث الدباغ» [ابن حجر، التهذيب، ط ١، (٦/ ٢٩٣)]، فلعله تابع فيه الذهبي، حيث قال: «ونقل عن الإمام أحمد أنه ذُكِر له حديث ابن وعلة: (أيما إهاب دبغ فقد طهر)، قال: ومن ابن وعلة!» [الذهبي، الميزان، ط ١، (٢/ ٥٩٦)]، قلت: وقد بحثت كثيرا عن هذا القول فلم أجده في الكتب التي نقلت أقوال الإمام أحمد، كما أن كلام الذهبي مذكور بصيغة التمريض، والله المستعان، روى عن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم، وروى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وزيد بن أسلم وجعفر بن ربيعة والقعقاع بن حكيم ومرثد اليزني. [المزي، تهذيب الكمال، ط ١، (١٧/ ٤٧٨)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط ١، (٦/ ٢٩٣)، تقريب التهذيب، ط ١، (ص ٣٥٢ رقم ٤٠٣٩)].
ابن عباس: وهو الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، تقدم ذكره.
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات.

التخريج:
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الحيض-باب طهارة جلود الميتة بالدباغ-١/ ٢٧٧ - ح ٣٦٦)، من طريق زيد بن أسلم، به.
وفي رواية عند مسلم في الصحيح (كتاب الحيض-باب طهارة جلود الميتة بالدباغ-١/ ٢٧٧ - ح ٣٦٦/ ١٠٦)، عن أبي الخير مرثد اليزني قال: رأيت على ابن وعلة السبئي، فروا فمسسته، فقال: ما لك تمسه؟ قد سألت عبد الله بن عباس قلت: إنا نكون بالمغرب. ومعنا البربر والمجوس نؤتى بالكبش قد ذبحوه، ونحن لا نأكل ذبائحهم، ويأتونا بالسقاء يجعلون فيه الودك، فقال: ابن عباس، قد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: «دباغه طهوره».
وفي رواية عند مسلم في الصحيح (كتاب الحيض-باب طهارة جلود الميتة بالدباغ-١/ ٢٧٧ - ح ٣٦٦/ ١٠٧):قال مرثد اليزني: حدثني ابن وعلة السبئي، قال: سألت عبد الله بن عباس، قلت: إنا نكون بالمغرب فيأتينا المجوس بالأسقية فيها الماء والودك، فقال: اشرب. فقلت: أرأي تراه؟ فقال: ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «دباغه طهوره».
وهذا الحديث أعاده المصنف من طريق ابن المقرئ فقط في كتاب الأطعمة (ح ٨٧٤).
وقال الدارقطني: «يرويه زيد بن أسلم، واختلف عنه؛ فرواه أبو غسان محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وخالفه مالك والدراوردي وفليح وغيرهم؛ رووه عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن وعلة، عن ابن عباس، وهو المحفوظ». [الدارقطني، العلل، ط ١، (١٤/ ٣٨٦)]
وقد بوب ابن حبان في الصحيح بابا بعنوان: «ذكر الخبرِ المُدْحِضِ قولَ من زعم أن هذا الخبر لم يسمعه ابنُ وعلة عن ابن عباس ولا زيد بن أسلم منه»، وذكر الحديث من طريق ابن عيينة، وفيه تصريح زيد بن أسلم بالسماع من ابن وعلة، وتصريح ابن وعلة بالسماع من ابن عباس؛ قال ابن حبان: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بِبُسْت، قال: حدثنا ابن أبي عمر العدني، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثني زيد بن أسلم، قال: سمعت ابن وعلة، يقول: سمعت ابن عباس، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «أيما إهاب دبغ فقد طهر» [الصحيح-كتاب الطهارة-باب جلود الميتة-ذكر الخبرِ المُدْحِضِ-٤/ ١٠٤ - ح ١٢٨٨].
طرف الحديث: [ابن حجر، إتحاف المهرة، ط ١، (٧/ ٣٦١) برقم (٧٩٩٢)].

<<  <   >  >>