خالقًا؛ لأن خلقه للخلق برهان على استحقاقه للعبادة، كقوله:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ} الآية [البقرة: ٢١]، وقوله:{الَّذِي خَلَقَكُمْ} بعد قوله: {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ}(١) واضح في ذلك.
وكقوله تعالى في الرعد:{أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيءٍ} الآية [الرعد: ١٦]، يعني وخالق كل شيء هو المعبود وحده.
وكقوله تعالى في فاطر:{قُلْ أَرَأَيتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ} الآية [٤٠]، وهو صريح في أن من لا يخلق غيره لا يعبد، وأن من يخلق غيره هو الذي يعبد.
وبه تعلم أن من حِكَم خلق الخلق الدليل على استحقاق العبادة.