للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد ثبوت صحته، لأنه - صلى الله عليه وسلم - روى عنه سبعون (١) من أصحابه أنه قال: "من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار" (٢).

وعلى كل حال فمن المعلوم الواضح أنه لا ينبغي لأحد أن يقول: إن فرعون وهامان وقارون وعاقر ناقة صالح وأبا جهل وأمية بن خلف ونحوهم من أئمة الكفر خلقوا من بركة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك سائر المشركين والكفار، لأنه - صلى الله عليه وسلم - خير كله، ولا ينشأ عنه إلَّا خير محض كما لا يخفى.


(١) منهم العشرة المبشرون بالجنة، وبلغ بهم بعضهم إلى اثنين ومائة من الصحابة. بل قال النووي: "إنه جاء عن مائتين من الصحابة، ولم يزل في ازدياد"، ورده السخاوي نقلًا عن شيخه ابن حجر بأنه سبق قلم من مائة. وهذا الحديث يمثل به علماء المصطلح للمتواتر، وفي كلام ابن الصلاح ما يشعر باختصاص هذا الحديث بكونه مثالًا للمتواتر، ورده ابن حجر أيضًا. وقد اعتنى بجمع طرقه جمع من الحفاظ؛ كالطبراني "وكتابه مطبوع"، ويوسف بن خليل الدمشقي (ت: ٦٤٨ هـ)، وأبي علي البكري (ت: ٦٥٦ هـ) وغيرهم.
انظر: الموضوعات لابن الجوزي: ١/ ٥٦ - ٩٢، ومقدمة ابن الصلاح: ١٣٥، وشرح النووي على صحيح مسلم: ١/ ٦٨، وفتح المغيث للسخاوي: ٣/ ٣٥ - ٤١، والأسرار المرفوعة للقاري: ٣٩ - ٧٠، وصحيح الجامع: ٥/ ٣٥١، ٣٥٢.
(٢) أخرجه البخاري "الصحيح مع الفتح": ١/ ١٩٩، ومسلم: ١/ ١٠ "مقدمة".

<<  <  ج: ص:  >  >>