للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (٧)}.

وفي الأعراف في قوله تعالى {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (٢٩) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيهِمُ الضَّلَالةُ} [الآية: ٢٩ - ٣٠].

والآيات بمثل ذلك كثيرة جدًّا.

ومن الحكم الباهرة في إسعاد قوم، وإشقاء آخرين: أن كلًّا من الفريقين ينكشف فيه بعض أسرار أسمائه الحسنى، وصفاته العلا، فالذين وفقهم لفعل الخير، يظهر فيهم بعض أسرار أسمائه وصفاته، فالذين يرحمهم يظهر فيهم سرّ رحمته، التي اشتق لنفسه منه اسمه "الرحيم" و"الرحمن"، ورأفته التي منه اسمه "الرؤوف"، وكرمه الذي منه اسمه "الكريم"، وحكمه الذي منه اسم "الحكيم"، وهكذا.

والذين أشقاهم الله يظهر فيهم أسرار بعض (١) أسمائه وصفاته، كانتقامه الذي منه اسمه المنتقم، وكبريائه وجبروته الذَيْن منهما اسماه "الجبار" و"المتكبر"، وهكذا أيضًا لأن بذلك يجتمع الخوف والمحبة (٢).

وعلى كل حال، فسيدنا وسيد الخلائق كلها محمد - صلى الله عليه وسلم - أعطاه الله جل وعلا من التشريف والتعظيم والتكريم وعلو الشأن في العالم العلوي والسفلي، مما هو ثابت في كتاب الله والسنة الصحيحة، ما هو أشد الغنى عن ادعاء تعظيمه بأمور لا أساس لها ولا مستند لها ألبتة، ولم يقل - صلى الله عليه وسلم - حرفًا منها.

فعلى المسلم أن يتثبت ويتحفظ، وألَّا يقول على نبينا - صلى الله عليه وسلم - شيئًا إلَّا


(١) هكذا في الأصل: "أسرار بعض"، ولعل الصواب: "بعض أسرار" كما مر قريبًا.
(٢) بعد كلمة "المحبة" توجد في الأصل إشارة إلى لحق، ولم يكتب في الهامش شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>