للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التي تختل باختلال الدماغ فإنها خارجة عنه، مع أن سلامتها (مشروطة) [١] فيها سلامة الدماغ كما هو معروف.

وإظهار حجة هؤلاء والرد عليها -على الوجه المعروف في آداب البحث والمناظرة-: أن حاصل دليلهم أنهم يستدلون بقياس منطقي (١) من الشرطي المتصل المركب من شرطية متصلة لزومية واستثنائية يستثنون فيه نقيض التالي فينتج لهم في زعمهم دعواهم المذكورة التي هي نقيض المقدم.

وصورته أنهم يقولون: لو لم يكن العقل في الدماغ لما تأثر بكل مؤثر على الدماغ، لكنه يتأثر بكل مؤثر على الدماغ، ينتج العقل في الدماغ.

وهذا الاستدلال مردود بالنقض التفصيلي الذي هو المنع، وذلك بمنع كبراه التي هي شرطيته، (فنقول: المانع منع قولك) [٢] لو لم يكن العقل في الدماغ لما تأثر بكل مؤثر (في) [٣] الدماغ، بل هو خارج عن الدماغ مع أنه (يتأثر بكل مؤثر على الدماغ) [٤] كغيره من الأعضاء التي تتأئر بتأثر الدماغ، فالربط بين التالي والمقدم غير صحيح، والمحل الذي يتوارد عليه الصدق والكذب في الشرطية إنما هو الربط بين مقدمها وتاليها، فإن لم يكن الربط صحيحًا كانت كاذبة، والربط في قضيتهم المذكورة كاذب، فظهر بطلان دعواهم.


(١) انظر حول هذا القياس المنطقي: الإحكام للآمدي: ٤/ ١٢٥، والإيضاح في الجدل: ٧٨، ٧٩ ليوسف بن الجوزي، وآداب البحث والمناظرة: ١/ ٩٠ - ٩٢ للشيخ، طبعة مكتبة ابن تيمية - القاهرة، وطرق الاستدلال ومقدماتها: ٢٥٢، ٢٥٦ ليعقوب الباحسين.

[١] قال معد الكتاب للشاملة: في (أ): يشترط.
[٢] قال معد الكتاب للشاملة: في (أ): فبقول المانع: امنع قولك: ...
[٣] قال معد الكتاب للشاملة: في (أ): على.
[٤] قال معد الكتاب للشاملة: في (أ): يتأثر بتأثر الدماغ.

<<  <  ج: ص:  >  >>