للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

رابعا: أنه قد صرح بنسبة هذا الكتاب للمؤلف من لا يشك في خبرته بالشيخ، وولائه له ولاعتقاده السلفي، ألا وهو العلامة ابن القيم.

فقد قرر أن لشيخه ابن تيمية تصنيفا مشهورا في مسألة فناء النار (١) وشهادته دليل قاطع.

بل إن ما ذكره في كتابه "حادي الأرواح" حول هذه المسألة قد اعتمد فيه على رسالة شيخه ابن تيمية التي هي بصدد التحقيق، فإنه أحيانا يصرح بالنقل وأحيانا ينقل بتصرف وقد أشرت إلى ذلك في الهامش أثناء التحقيق.

خامسا: هذه الرسالة قد نسبها إلى شيخ الإسلام من خصومه المعاصرين له الشيخ: علي بن عبد الكافي السبكي، حيث ألف رسالة بعنوان "الاعتبار ببقاء الجنة والنار" وفي أثنائها قال: "وبدأنا بالنار لأنا وقفنا على تصنيف لبعض أهل العصر في فنائها" (٢) .

ثم قال: "وقد وقفت على التصنيف المذكور، وذكر فيه ثلاثة أقوال في فناء الجنة والنار" (٣) :

أحدها: أنهما تفنيان وقال إنه لم يقل به أحد من السلف.

والثاني: أنهما لا تفنيان.

والثالث: أن الجنة تبقى والنار تفنى (٤) .

وجميع النصوص التي ساقها السُبكي في رسالته موجودة في رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية التي هي موضوع التحقيق.

وبكل حال، فإن الناظر في هذه الرسالة يلحظ سمة بارزة لمنهج شيخ


(١) شفاء العليل "ص٤٣٥".
(٢) "ص٦٦" من الرسالة المذكورة. ضمن مجموع.
(٣) المرجع السابق "ص٦٧".
(٤) المرجع السابق نفسه.

<<  <   >  >>