للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وأياها عنى عبد الله بن همام السلولي في قوله:

فحلت بنا ثم قلت: أعطفيه ... لنا، يا صفي ويا عاتكا

يريد صفية بنت حزن، وعاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج، أم هاشم وعبد شمس.

وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من دخل دار أبي سفيان، فهو آمن ". وكان أبو سفيان يقود المشركين إلى حرب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ ثم أسلم وشهد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطائف، وفقئت عينه يومئذ؛ وفقئت عينه الأخرى يوم اليرموك؛ وكانت يومئذ راية ابنه يزيد بن أبي سفيان معه. وذكر سعيد بن المسيب عن أبيه، قال: خفيت الأصوات يوم اليرموك إلا صوتاً ينادي: " يا نصر الله اقترب! " فنظرت؛ فإذا أبو سفيان تحت راية ابنه.

وتزوج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم حبيبة بنت أبي سفيان، زوجه إياها النجاشي؛ وكانت عند عبيد الله بن جحش؛ فمات عنها النجاشي في الهجرة؛ فقيل لأبي سفيان يومئذ، وهو مشرك يحارب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن محمداً قد نكح ابنتك "، قال: " ذلك الفحل لا يقذع أنفه "، قال: فدخل أبو سفيان على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيت بنته أم حبيبة؛ فسمع يمازح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما هو إلا أن تركتك العرب "، فترك العرب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضحك ويقول: " أنت تقول ذلك، يا أبا حنظلة ".

ونزل أبو سفيان المدينة، ومات بها في خلافة عثمان، وقد دنا من سبعين سنة. واستعمله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على نجران.

<<  <   >  >>