أن عثمان خرج إلى قيصر، فسأله أن يملكه على قريش، وقال:" أحملهم على دينك، فيدخلون في طاعتك! ففعل، وكتب له عهداً وختمه بالذهب؛ فهابت قريش قيصر، وهموا أن يدينوا له؛ ثم قام الأسود بن المطلب أبو زمعة؛ فصاح، والناس في الطواف: " إن قريشاً لقاح! لا تملك ولا تملك! " فاتسعت قريش على كلامه، ومنعوا عثمان مما جاء له؛ فمات عند ابن جفنة؛ فاتهمت بنو أسد ابن جفنة بقتله. قال ورقة بن نوفل:
هل أتى ابنتي عثمان أن أباهما ... حانت منيته بجنب المرصد
ركب البريد مخاطراً عن نفسه ... ميت المظنة للبريد المقصد
قلأبكين عثمان حق بكائه ... ولأنشدن عمراً وإن لم ينشد
قال: كأنه قال: أنا الرجل البريد المقصد. وكان أبو جفنة حبس أبا ذئب عنده وأبا أحيحة بسبب عثمان بن الحويرث؛ فقال سعيد بن العاصي:
قومي وقومك يا هشام قد أجمعوا ... تركي وتركك آخر الأعصار
وعثمان بن الحويرث الذي يقول:
ظلمت فلم يغضب عدي ونوفل ... وليس على أبي هشام معول
ألا ليت حظي من تويت ونصره ... نضي إذا أرمي به لا يعقد