للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيقال له في ذلك، فيقول: " إني أتحرى أن تقع أخفاف راحلتي على بعض أخفاف راحلة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".

وكان شهد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حجة الوداع؛ فوقف معه في موقف بعرفة؛ فكان يقف في ذلك الموقف كلما حج؛ وكان كثير الحج، لا يفوته الحج في كل عام؛ فحج عام قتل ابن الزبير مع الحجاج ين يوسف؛ وكان عبد الملك كتب إلى الحجاج بن يوسف ألا يخالف عبد الله بن عمر في الحج؛ فأتاه ابن عمر حين زالت الشمس يوم عرفة، ومعه ابنه سالم بن عبد الله، وصاح به عند سرادقة: " الرواح! " فخرج عليه الحجاج في معصفرة؛ فقال: " هذه الساعة؟ " قال: " نعم قال: فأمهلني أصب علي ماء ". قال: فدخل أن تصيب السنة، فعجل الصلاة، وأوجز الخطبة "، فنظر إلى عبد الله ليسمع ذلك منه؛ فقال عبد الله " صدق "، ثم انطلق حتى وقف في موقفه الذي كان يقف فيه؛ فكان ذلك الموضع بين يدي الحجاج؛ فأمر الحجاج من نخس فيه به حتى يفرت ناقته؛ فسكنها ابن عمر، ثم ردها إلى الموضع الذي كان يقف فيه، فأمر الحجاج أيضاً بناقته فنخست فنفرت بابن عمر، فسكنها حتى سكنت؛ ثم ردها إلى ذلك الموقف، فثقل على الحجاج أمره؛ فأمر رجلاً معه حربة يقال إنها كانت مسمومة؛ فلما دفع الناس من عرفة، لصق به ذلك الرجل؛ فأمر الحربة على رجله، وهي في غرز رحله؛ فمرض منها أياماً؛ فمات بمكة؛ فدفن بها، وصلى عليه الحجاج بن يوسف.

وأخته حفصة بنت عمر، كانت عند خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم؛ ثم خلف عليها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وكان

<<  <   >  >>