على هشام بن عبد الملك؛ فشكا إليه الدين والعيال، وقال:" إن كان هذا المال لك، فتصدق؛ فإن الله يجزي المتصدقين؛ وإن كان هذا المال لله، فبثه في عباد الله! " فقال له هشام: " كم يسرك؟ " قال: " ثلاثة آلاف دينار "، قال:" أيهات! أيهات! سألت شططاً! " قال: " والله ما الأمر إلا واحد، ولكن الله آثرك بهذا المجلس " قال له هشام: " وما تصنع بثلاثة آلاف دينار؟ " قال: " ألف أقضي بها ديني، وألف أزوج بها من أدرك من ولدي، وألف استعدها لنفقتي ". قال هشام:" نعم الموضع وضعت فيه ذمة تقضى، ونسل يرجى، وحاجة تكفى، قد أمرت لك بها " قال: " وصلتك رحم، يا أمير المؤمنين " وأما صخير بن أبي جهم، فكان من رجال قريش جلداً وشعراً. وهو الذي كان عند يزيد بن معاوية حين خالف أهل المدينة يزيد، وأخرجوا بني أمية؛ فجهز إليهم مسلم بن عقبة المري؛ وكان اسمه مسلماً؛ فلما أوقع بأهل المدينة، سماه الناس " مسرفاً "، لأنه نهب المدينة ثلاثاً، وقتل من قدر عليه. فلم يحضر صخير بن أبي جهم الحرة، وقد زعموا أنه كلم يزيد، فلم يترك، وثناه بجهده عن أهل المدينة، وقال له:" قومك وعشيرتك "، فلم يعرج على كلامه.
وأبو بكر بن عبد الله بن أبي جهم، كان فقيهاً، روي عنه العلم؛ وخالد بن الياس بن صخر، روي عنه؛ وكان يقوم بالناس في مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شهر رمضان أربعين سنة؛ وكان عالماً بالنسب، وأمه: أم خالد بنت محمد بن أبي جهم بن حذيفة؛ وأبو بكر بن عبد الله بن أبي جهم، وأمه: أم ولد، وكان من رواة العلم؛ وبكر بن صخير بن أبي جهم، وأمه: أم ولد. روي عنه الحديث، وكان يسكن الكوفة.