فمن ولد صفوان بن أمية: عبد الله المتكبر، وأمه: برزة بنت مسعود بن عمر بن عمير، وكان من أشراف قريش؛ زعموا أنه وفد على معاوية وأخوه عبد الرحمن الأكبر بن صفوان؛ وأم عبد الرحمن: أم حبيب بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية، أخت معاوية؛ فكان معاوية يقدم عبد الله بن صفوان على عبد الرحمن بن صفوان؛ فعوتب معاوية على ذلك؛ فأدخل عبد الرحمن بن صفوان، وأمه عند معاوية؛ فقال:" حاجتك؟ " فذكر ديناً وعيالاً، وسأل حائج لنفسه؛ فقضاها له؛ ثم أذن لعبد الله بن صفوان، فقال له:" حوائجك، يا أبا وهب؟ " فقال: " تخرج العطاء، وتفرض للمنقطعين؛ فإنه حدث في قومك نابتة لا ديوان لهم؛ وقواعد قريش لا تغفل عنهن؛ فإنهن قد جلسن على ديولهن ينتظرن ما يأتيهن منك، وحلفاؤك من الأحابيش، وقد عرفت نصرهم ومؤازرتهم، فاخلط نفسك وقومك " قال: افعل، فلهم حوائجك لنفسك؟ " فغضب عبد الله، وقال: " أي حوائج لي إليك إلا هذا وما أشبهه! إنك لتعلم أني أغنى قريش! "، ثم قام؛ فانصرف؛ فأقبل معاوبة على أم حبيب بنت أبي سفيان، وهي أم عبد الرحمن بن صفوان؛ فقال: " كيف ترين؟ "، قالت: " أنت، يا أمير المؤمنين، أبصر بقومك "، وكان عبد الله بن صفوان مع عبد الله بن الزبير. وكان ممن يقوى أمر ابن الزبير عرض عليه الأمان حين تفرق الناس عن ابن الزبير؛ فقال له عبد الله: " قد أذنت لك وأقتلك بيعتي "، قال: " إني، والله، ما قالت معك ما قاتلت إلا عن ديني "، فأبى أن يقبل الأمان،