للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لبئس ما كانوا يفعلون، ألا لعن الله من لعن، ولعن مواعظ القرآن؟ لعن الله الأشدق لطيم الشيطان، المتمني ما ليس له، هو أقصر ذراعاً، وأضيق باعاً! ألا لعن الله الأحول الأثعل، المترادف الأسنان، المتوثب في الفتنة وثوب الحمار المقيد، محمد بن أبي حذيفة، رامي أمير المؤمنين برؤوس الأفانين؟ ألا لعن الله عبيد الله الأعور بن عبد الرحمن بن سمرة، شر العصاة اسماً، وألأمها مرعاً، وأقصرها فرعاً؟ لعنه الله ولعن التي تحته! " يعرض بأم هشام بن إسماعيل، وهي أمة الله بنت المطلب بن أبي البختري بن هاشم بن الحارث بن أسد بن عبد العزى؛ وكان عبيد الله بن عبد الرحمن خلف عليها بعد إسماعيل بن هشام؛ وكان عبيد الله حظياً عند النساء. فلما بلغ ثابت هذا القول، أمر به هشام إلى الحبس، وقال: " ما أراك تشتم إلا رحم أمير المؤمنين! " فقال له ثابت: " إنهم عصاة مخالفون! فدعني حتى أشفي أمير المؤمنين منهم! " فلم يزل ثابت في السجن حتى بلغ خبره عبد الملك بن مروان؛ فكتب أن: " أطلقوه! فإنه إنما شتم أهل الخلاف ". وكان الفضيل بن مرزوق يقول: سمعت الحسن بن الحسن قول لرجل يغلو فهم: " ويحكم! أحبونا لله! فإن أطعنا الله، فأحبونا، وإن عصينا الله، فأبغضونا! فلو كان الله نافعاً أحداً بقرابة من رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بغير طاعة، لنفع بذلك أباه وأمه! قولوا فينا الحق؛ فإنه أنفع فيما تريدون، ونحن نرضى به منكم ". وتوفى حسن وأوصى إلى إبراهيم بن محمد بن طلحة، وهو أخوه لأمه، وزيد بن الحسن، وأم الخير، أمهما: أم بشر بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عميرة بن عطة الأنصاري؛ وأخواهما لأمهما: عمر بن

<<  <   >  >>