بلغ ابن دريد منزلة رفيعة في الأدب والعلم واللغة والشعر، قال عند بعض العلماء فيما يرويه الدميري في كتابه حياة الحيوان: ابن دريد أعلم الشعراء وأشهر العلماء.
وحكى عنه ابن خلكان: أنه كان واسع الرواية، لم يرد أحفظ منه، كان يقرأ عليه دواوين العرب فيسابق إلى إتمامها من حفظه.
وقال عنه المسعودي في مروج الذهب: كان ابن دريد ببغداد ممن برع في الشعر وانتهى في اللغة، وقام مقام الخليل بن أحمد، وأورد أشياء في اللغة لم توجد في كتب المتقدمين، وكان يذهب في الشعر كل مذهب.
ويدل على براعته في الشعر مقصورته التي مدح بها ابني ميكال، وسميت بالمقصورة لأن أبياتها جميعاً تنتهي بألف مقصورة، وقد شرحت هذه القصيدة ونشرت عدة مرات.
ومن شراحها ابن هشام اللخمي، والإمام أبو محمد عبد الله محمد بن جعفر القزاز، كما عارضها جماعة من الشعراء منهم أبو القاسم علي بن محمد بن داود التنوخي.
ويدل على براعته في اللغة كتاب الجمهرة، وهو قاموس كبير، وكتاب الخيل الكبير وكتاب الخيل الصغير، وكتاب السلاح، وكتاب الأنواء، وله كتاب الاشتقاق الذي ألفه بدافع الغيرة القومية. كما تقول دائرة المعارف الإسلامية، فقد ألفه ضد الشعوبية.
وله قصيدة في اللغة تدور حول المقصور والممدودة في اللغة تتكون من خمسة وخمسين بيتاً، يحتوي كل بيت على كلمتين إحداهما مقصورة والأخرى ممدودة. وقد شرح ابن هشام اللخمي هذه القصيدة شرحاً وافياً وقام بتحقيق هذا الشرح أخيراً ونشره في كتاب الأستاذ مهدي عبيد عباس. بكلية الآداب جامعة بغداد