للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يأخذ البطل مت ن رُحَضَاء الحزن، وبُرَحاء الأسى، فأشار زيوس إلى مينرفا، فهبت إلى أخيل ترعاه، وتخفف عنه من بلواه. فلما كانت قاب قوسين من ابن بليوس، هالها أن ترى إليه يعصف به الحزن، ويوهنه الجزع، والجند مع ذاك قد بُوَّئُوا مواقف للقتال! فما هي إلا أن أمرت فونيكس بأن يصب الخمر المعتقة على صدر صديقه لينقذه من ضيقه، وليخفف عنه من وطأة الجوع. ويصدع فونيكس، فيتقدم إلى أخيل كاشفاً عن صدره، وصب السلافة الأولمبية فيشربها الجسم الضاوي، ويسترجع بها ما فقد من قوة. . . وما يفتأ فونيكس فوينكس يصب الخمر، وما يفتأ أخيل ينظر إليه مشدوها، حتى يكون في كل قوته من اثر الخمر، فيصيح صيحة الحرب. . . التي تهتز لها أبراج طروادة!. . .

فانظر إليه مُقَنَّعاً في حديد فلكان، وانظر إليه تحت تلك الخوذة التي لم تصنع مثلها يد الإله الحداد، وانظر إليه يداعب حربة شيرون، أستاذه السنتور العظيم؛ ثم انظر إليه كالبركان المضطرب يقذف النار من عينيه المغْضَبَتيْن، ومن حوله الميرميدون يملؤون الرحب ويسدون الشَّعاب. . .

ويل لك يا هكتور!

(لها بقية)

دريني خشبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>