وفي الوقت الذي قرر المجلس الحربي فيه القيام بالهجوم وردت البرقية التالية من رومة إلى القائد العام:
(رتب الجيش بحيث يقوم الهجوم ويقاوم هجوم العدو) ومعنى ذلك أن الحكومة الطليانية لم توافق على الانسحاب وأنها تريد المقاتلة مهما كانت النتيجة.
نشوب المعركة
يظهر لنا مما تقدم أن أحد الفريقين المتحاربين شعب متوحش ملتف حول ملكه ومتعطش للقتال، ويعرف بلاده، ومستعد للاستفادة من جميع ظاهراتها للضربة القاضية على عدوه، وعلى رأسه ملك يعرف كيف يستفيد من رجاله، فاستطاع بدهائه وحنكته أن يحصل على العدد الكافي من السلاح، ويجمع الأحباش حوله ويقودهم إلى ميادين القتال.
أما الفريق الآخر فيجهل أحوال البلاد، وهو غير قادر على تحمل مناخها، وقد أساء قواده قيادته، فلم يضمنوا له ما يحتاج إليه من مواد التموين وأسباب الراحة التي تمكنه من القتال في هذه البلاد القاسية. وقد أدى التردد في التنفيذ إلى زوال اعتماد الجنود على ضباطهم والضباط على رؤسائهم.
والواضح من هذا أن المعركة سوف تنشب في ظروف غير متعادلة، وقد لا يفيد التدريب المتقن والأسلحة الحديثة في التغلب على كثرة الأحباش المتشوقين إلى القتال.
والغريب في أمر هذه الحركات أن القيادة العامة كانت لا تملك خريطة صالحة تساعدها على وضع الخطط العاجلة. ومن الضروري معرفة حالة الأرض لتسيير القوات عليها. فالخطيئة التي ارتكبت في الحركات السوقية سوف يزداد شمولها بالخطأ في التعبئة، وهذا النقص مما سبب تسيير الأرتال في ميدان المعركة بحيث لا يستطيع بعضها مساعدة بعض، وذلك مما جعل القيادة الحبشية تغتنم الفرصة وتنقض برجالها على الأرتال وتقضي عليها على التعاقب.
عسكرت القوات الطليانية في ٢٩ فبراير سنة ١٨٩٦ في (صورية) وكانت القوات كما نعلم مؤلفة من أربعة ألوية بقيادة حاكم المستعمرة العام لجنرال (باراتيري)، وكان قواد الألوية الجنرال البرتونه والجنرال دابروميدا والجنرال أريموندي والجنرال اللانا.
وكانت الأوامر الصادرة من معسكر (صورية) ترمي إلى تحريك القوات في الساعة التاسعة