وكان يؤدي إلى عدوى طريقان، وهما طريق شمالي وطريق جنوبي، وكلاهما يمتد في منطقة وعرة فيمر الطريق الشمالي بمضيق (رابي أريان)، والطريق الجنوبي بمضيق (شدان موت) قبل وصولهما إلى عدوى، وبين الطريقين جبل (راجو) الوعر الذي لا يمكن تسلقه لشدة انحداره وللصخور المكدسة فيه. وتبلغ المسافة بين المضيقين أكثر من خمسة عشر كيلو متراً. فالتقدم على هذين المضيقين يجعل الأرتال الطليانية معرضة لهجمات القوة الحبشية المتمركزة حيث تتحرك على الخطوط الداخلية، وبلغ الجنرال (باراتيري) أوامره مقتنعا بأن الأرتال بعد اجتياز المضايق يجتمع بعضها ببعض وتتقدم نحو العدو. إلا أن هذا الاقتناع لم يصح، وقد يأمل هذا القائد النصر إذا جمع الرتلين في شرقي جبل (راجو) واستفاد بعد ذلك من كثرة المدافع.
وبدلاً من تقسيم الألوية على الرتلين وتسيير لوائين في كل رتل لكي يكون لكل منها القوة الكافية لمقابلة العدو تقدمت الألوية على الترتيب التالي:
لواء البرتونه في الجنوب نحو مضيق (شدان موت)، ولواء (دابورميدا) في الشمال مضيق (رابي أريان) أما لواء (أريموندي) ففي القلب، وبقى لواء اللانا في الاحتياط إلى الوراء، ولما وصل لواء (أريموندي) إلى سفح الجبل رأى أن له. فوجه الجنرال (باراتيري) إلى الشمال وراء لواء (البرتونه) أما لواء (اللانا) فسار في المؤخرة وراء (البرتونه). وهكذا تكدست ثلاثة ألوية على طريق واحد بينما بقى لواء في الجنوب.
والحقيقة أن مضيق (رابي أريان) لم يكن فيه مجال لانفتاح لواء واحد، وكان اللواءان يتقدمان بصعوبة نحو المضيق، وذلك يجعل لواء (اللانا) يتأخر في الوراء بطبيعة الحال.
وكان القسم الأكبر من لواء (البرتونه) من الأهليين، وتقدم اللواء ليلاً على ضوء القمر، وكان الجنود يسيرون بنشاط، بينما كان الأحباش يترقبون اقترابهم بفارغ الصبر، وكانت طلائعهم تنسحب أمام هذا اللواء دون أن تحرك ساكناً.
وعلى ما يظهر كان النجاشي ينتظر مرور هذا اللواء من المضيق وابتعاده عن الرتل الشمالي لينقض عليه ملتفا حوله من كل جهة. واعتمد قائد اللواء على الخريطة غير الصحيحة فأراد أن يريح لواءه في رابية بعد اجتياز المضيق ظنا منه أن الرابية تسيطر