على الأرض في شرقي المضيق. ولما وصل إلى الرابية باغت الأحباش لواءه من كل جانب وهاجموه بحرابهم وخناجرهم.
وفي الساعة السابعة صباحاً سمع الجنرال (باراتيري) صوت النار من الجنوب فكلف لواء (دابورميدا) بنجدة (البرتونه) عندما يجتاز المضيق، بيد أن الأحباش كانوا قد احتلوا الوديان والروابي في جنوبي مضيق (رابي أريان) فاضطر (دابورميدا) إلى مقاتلتهم، إلا أنه بعد مدة قصيرة رأى نفسه أمام قوة فائقة من الأحباش أحاطت بجانبه فألجأته إلى الوقوف للدفاع.
ولما علم (باراتيري) أن لواء (دابورميدا) أيضا اشترك في القتال وتأكد أنه لا يستطيع نجدة (البرتونة) أمر لواء (أريموندي) بألا يعقب لواء (دابورميدا) بل يتوجه رأساً إلى الجنوب لمساعدة (البرتونه).
ولما اجتاز هذا اللواء المضيق وتوجه إلى الجنوب وصل المنهزمون من لواء البرتونه إلى رأس الرتل فعلم منها أن الأحباش قضوا على اللواء بالإحاطة به من كل جانب وأن قائده قتل في المعركة، فتقدم اللواء في الاتجاه الجنوبي الغربي، وكان لواء (اللانا) يسير وراءه، إلا أن وعورة الأرض وكثرة الوديان والأخاديد فيها عرقلت المسير.
وكان الأحباش قد كمنوا لهذا اللواء مستفيدين من الوديان والأخاديد، فلما اقترب اللواء منهم باغتوه من كل جانب، ثم أعادوا الكرة على لواء (اللانا) فكانت مباغتة هائلة، وكان قتال وجها لوجه، فلم تستطع المدفعية مساعدة المشاة لاختلاط الحابل بالنابل. وكان بعض المدافع في المؤخرة فلم تستطع تلك المدافع أن تسلك الروابي لدخول الموضع. وكلما تقدمت قوات الاحتياطي لنجدة الخط الأول كان الأحباش يحيطون بها ويشتتون شملها. وعقب هذا القتال الشديد انسحاب، ولكن لا على الصور المعروفة بل كان أشبه بالهزيمة. فترك المشاة المدافع وولوا هاربين في طلب النجاة، فتكدسوا على الطرق وفي المضايق وفي الوديان فلم يسلم منهم إلا القليل.
أما لواء (دابروميدا) فبقى وحده يقاتل الأحباش ويظهر أن القوة التي هاجمته لم تكن كبيرة فقاتل إلى المساء بعد أن فقد قائده وانسحب بصعوبة في اتجاه آخر. أما القائد العام فلما رأى النكبة التي حلت بجيشه أصدر أمر الانسحاب في الساعة الحادية عشرة وأسرع مع أركان