وأنظر ما هذا الذي بقي، فإذا جوع امرأتي وولدي في ذلك اليوم! وإذا هو شيء يوضع في الميزان، وإذا هو ينزل بكفة ويرتفع بالأخرى حتى اعتدلتا بالسوية. وثبت الميزان على ذلك فكنت بين الهلاك والنجاة.
وأسمع الصوت: ألم يبق له شيء؟ فقيل بقي هذا
ونظرت فإذا دموع تلك المرأة المسكينة حين بكت من أثر المعروف في نفسها ومن إيثاري إياها وأبنها على أهلي. ووضعت غرغرة عينيها في الميزان ففارت فطمّت كأنها لجّةٌ من تحت اللجة بحر. وإذا سمكة هائلة قد خرجت من اللجة وقع في نفسي أنها روح تلك الدموع، فجعلت تعظم ولا تزال تعظم، والكفة ترجح ولا تزال ترجح، حتى سمعت الصوت يقول: قد نجا!
وصحت صيحة انتبهت لها فإذا أنا أقول: لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة!