الملك أوسرتسن الثالث الخالد الذكر، فلا يجوز لأحد من السود أن يتعداه إلا في سفن تحمل البقر والماعز والحمير)، ووجد على الحجر الثاني ما معناه: أن الملك شيد هذا الحجر في السنة السادسة عشرة من حكمه وجعله حداً فاصلاً بين مصر وأثيوبيا، وله تمثال في تلك الجهة، وتوجد قلعة من آثاره في معتوق. وفي جزيرة ارقو توجد تماثيل وأطلال من آثار الأسرة الثالثة عشرة
وفي عهد الأسرة الخامسة عشرة التي أسسها العمالقة كانت مصر في حالة اضطراب، وهاجر كثير من المصريين إلى أثيوبيا وكونوا معاقل أهمها معقل ارقو، وحملوا معهم كثيراً من طرق الصناعة والفنون المصرية وأصبحوا دولة منظمة في عهد الأسرة الثامنة عشرة، ولم يتم الملك لأحمس الأول أول ملوك الأسرة الثامنة عشرة إلا بمساعدة ملك أثيوبيا الذي زوجه من ابنته وساعده على طرد الهكسوس من مصر؛ ويظهر أن عاصمة بلاد الأثيوبيين هي مدينة نبته عند جبل البرقل بالقرب من مروى ويعرف بالهيروغليفية باسم الجبل المقدس، ودامت العلاقات الحسنة بين مصر وأثيوبيا إلى عهد تحتمس الأول ثالث ملوك الأسرة الثامنة عشرة إذ غزا الأثيوبيين وانتصر عليهم
وفي عهد الأسرة التاسعة عشرة غزا رمسيس الثاني بلاد أثيوبيا وأقام هيكلاً في كلايشه تذكاراً لانتصاراته ويعرف الآن عند سكان كلايشه باسم بيت الولي. ورسم على الهيكل صورة رمسيس الثاني وهو يحارب في عربة، وعدة صور يتضح منه هزيمة الأعداء وتقديمهم القرابين له مثل الخواتم وأكياس الذهب وجلد الفهد وسن الفيل وبيض النعام. وجدد استخراج الذهب والزمرد من وادي العلاقي المعروفة قديماً باسم اكيتا وعلى هذا الطريق قلعة يظن أنها من أعمال رمسيس الثاني
ودامت سلطة مصر على أثيوبيا حتى الأسرة العشرين
بعد ذلك أنفصل أثيوبيا عن مصر، وذلك أن (سمنتوميامون) أحد ملوك الأسرة الحادية والعشرين نفى بعض الكهنة المصريين إلى أثيوبيا فخرجوا عن طاعته واستقلوا تحت إمرة أحدهم وبذلك رجعت حدود مصر إلى ما كانت عليه قبل الغزو
وفي آخر حكم الأسرة الثانية والعشرين هاجم الأثيوبيون مصر وأخذت حدود مصر الجنوبية تتراجع شمالاً حتى استولى الأثيوبيون أيام الأسرة الثالثة والعشرين على صعيد