ترمى إلى اتخاذها من قبل قاعدة لمقاومة اليابان ومناوأتها؛ وإذاً ففي وسع اليابان اليوم أن تعمل حرة من هذه الناحية مطمئنة إلى موقف أمريكا وحيادها؛ وليس في وسع الدول الأوربية من جهة أخرى أن تقوم في الوقت الحاضر بأية حركة مشتركة لوقف الزحف الياباني نحو الغرب، ولا يقف في وجه اليابان اليوم سوى روسيا السوفيتية التي تشتبك معها كما بينا في عدة ميادين ومصالح خطيرة؛ وروسيا السوفيتية تعمل دائماً لمواجهة الخطر الياباني ورده، لأنه ينصب أولاً على سيادتها الاستعمارية الباذخة في آسيا، وهي من جهة أخرى تمثل قضية الغرب في هذا الصراع الجنسي والاقتصادي الخطير؛ ولكن روسيا تواجه في أوربا أيضاً خطراً أخر هو الخطر الألماني. وهو نفس الخطر الذي تواجهه فرنسا، ومن ثم تحالف الدولتين ضد الخطر المشترك؛ والسياسة البريطانية تشد أزر روسيا في هذا الصراع أيضاً، ولكنها تنظر من جهة أخرى بعين الارتياح إلى اشتغال روسيا بمقومة الخطر الياباني لأنه يحول أنظارها عن العمل لمناوأتها في الهند وأفغانستان
والخلاصة أن خطر الحرب يجثم في الشرق الأقصى، كما يجثم في أوربا، وتطورات الحوادث في الشرق والغرب تسير مرتبطة متفاعلة؛ وقد تضطرم شرارة الحرب الأولى في الشرق الأقصى، كما قد تضطرم في الغرب، ولكنها كفيلة بأن تفضي في أي الحالتين إلى إضرام نار الحرب العالمية الجديدة